أصول تاريخية وجغرافية لخشب العود الفيتنامي
chenxiang
2
2025-08-21 14:23:47

أصول تاريخية وجغرافية لخشب العود الفيتنامي
تشتهر فيتنام بتاريخ طويل في إنتاج خشب العود، وخاصة نوع "كيام" النادر. تشير الدراسات التاريخية إلى أن المناطق الجنوبية مثل خانز هوة ونه ترانغ تحتوي على غابات استوائية توفر الظروف المثالية لتشكل راتنج العود. وفقًا لباحثين مثل الدكتور نجوين فان لونغ (2021)، فإن التربة البركانية والمناخ الرطب يساهمان في جودة الراتنج التي تميز العود الفيتنامي.
ومع ذلك، فإن الندرة الشديدة لهذا النوع أدت إلى تقليد واسع النطاق. تقارير منظمة التجارة العالمية (2023) تشير إلى أن 70% من المنتجات المسوقة باسم "كيام" تكون مغشوشة بمواد صناعية. لذا، يجب التحقق من شهادات المنشأ والاختبارات الكيميائية قبل الشراء.
الخصائص العلمية المميزة لراتنج كيام
يتميز راتنج كيام الحقيقي بتركيبة كيميائية فريدة تحتوي على مركبات مثل البنزويل كحول والجيرماكرين. أظهرت تحاليل مختبرية أجرتها جامعة هانوي (2022) أن العينات الأصلية تحتوي على نسبة تصل إلى 45% من الراتنج، مقارنة بـ15% فقط في الأنواع العادية.
الرائحة أيضًا عامل حاسم. يصف الخبراء مثل العطار علي عبد الرحمن رائحة كيام الحقيقية بأنها "مزيج من الحلو والمر مع لمسة عشبية"، بينما تفقد التقليد رقتها بعد ساعات قليلة. يمكن استخدام اختبار التقطير البخاري للتمييز بينهما، حيث ينتج الأصل زيتًا ذا لون كهرماني غامق.
الدور الثقافي والاقتصادي في فيتنام
يمثل خشب العود جزءًا من الهوية الثقافية الفيتنامية، حيث يستخدم في الطقوس الدينية والطب التقليدي منذ القرن التاسع. تشير منظمة اليونسكو (2020) إلى أن حرفيي منطقة نها ترانغ يحافظون على تقنيات الحصاد المستدام التي تستغرق 20-30 سنة لضمان الجودة.
اقتصاديًا، يساهم القطاع بنحو 200 مليون دولار سنويًا (بنك فيتنام المركزي، 2023). لكن ارتفاع الأسعار (يصل إلى 100 ألف دولار للكيلو) شجع عصابات التزييف التي تستخدم حقن الأشجار بمواد كيميائية لتسريع الإنتاج، مما يهدد سمعة المنتج الأصلي.
آراء الخبراء وطرق التحقق
يوصي اتحاد تجار العود الدولي (ICA) بثلاث خطوات للتحقق: فحص النسيج الخشبي تحت المجهر للكشف عن التركيب الشعري المميز، واختبار الكثافة (الأصل يطفو بنسبة 80%)، وتحليل الأشعة تحت الحمراء للكشف عن المركبات العضوية.
الدكتورة لي ثي ماي من معهد بحوث العود تؤكد أن "60% من العينات المقدمة للفحص بين 2020-2023 كانت مغشوشة"، مما يبرز أهمية الشراء من موردين معتمدين حاصلين على شهادة CITES التي تنظم التجارة الدولية للأنواع المهددة.