أصل الشجرة وطريقة الزراعة

chenxiang 4 2025-08-20 09:36:48

أصل الشجرة وطريقة الزراعة

تعتبر طريقة زراعة أشجار العود عاملاً حاسماً في تحديد قيمتها التجارية. الأشجار المزروعة في مزارع واسعة باستخدام تقنيات حديثة تنتج خشباً أقل جودة مقارنة بالأشجار البرية التي تنمو بشكل طبيعي في الغابات المطيرة. تشير دراسة أجراها مركز الأبحاث الزراعية في ماليزيا (2022) إلى أن الأشجار المزروعة صناعياً تحتوي على نسبة زيت تتراوح بين 5-15% فقط، بينما تصل النسبة إلى 40% في الأشجار البرية القديمة. السبب الرئيسي يعود إلى اختلاف ظروف النمو؛ فالأشجار البرية تتعرض لتقلبات مناخية وهجمات حشرية طبيعية تحفز إنتاج الزيوت العطرية كآلية دفاعية، بينما تفتقر المزارع الحديثة لهذه العوامل البيئية الحيوية. كما أن الاستعجال في حصاد المحاصيل لمواكبة الطلب العالمي يؤدي إلى تقصير فترة التميع الراتنجي التي تحتاجها الشجرة لتطوير عطورها المعقدة.

نسبة الزيوت العطرية وتركيبتها الكيميائية

تحليل كروماتوغرافيا الغازية أظهر فرقاً جوهرياً في التركيب الكيميائي بين أنواع العود منخفضة القيمة والأنواع الفاخرة. تحتوي الأنواع الرخيصة على نسبة عالية من "السيسكويتربين" (Sesquiterpenes) تصل إلى 70%، بينما تتفوق الأنواع النادرة بوجود مركبات مثل "الجادينان" (Guaiadienes) و"الجواهير" (Agarofurans) التي تعطي عمقاً عطرياً فريداً. الدكتور خالد الحمادي، خبير العطور الشرقية، يوضح في كتابه "أسرار العود" (2021) أن انخفاض نسبة الزيوت الأساسية (أقل من 10%) يجعل الخشب سريع الاحتراق مع إنتاج دخان كثيف ذو رائحة خشبية مسطحة، على عكس الأنواع الغنية التي تحترق ببطء مع انبعاث عبق متعدد الطبقات. هذه الخصائص تجعل الأنواع الرخيصة غير مناسبة للاستخدام في الطقوس الدينية أو العلاج بالروائح التي تتطلب نقاءً عطرياً.

ممارسات التصنيع والتلاعب بالسوق

كشف تقرير منظمة التجارة العالمية (2023) عن انتشار تقنيات التزييف مثل: حقن الخشب بزيوت صناعية، أو خلط نشارة العود مع مواد لاصقة لصنع قوالب متماسكة. هذه الممارسات تخفض التكلفة ولكنها تدمر الخصائص العلاجية للعود الحقيقي، حيث تؤكد الدكتورة ليلى عبد الرحمن في بحثها حول العلاج العطري أن الزيوت المغشوشة تسبب تهيجاً جلدياً بنسبة 34% حسب عينات الاختبار. كما ساهم نظام "التصنيع السريع" في إنتاج قطع متوسطة الجودة عبر تجفيف الخشب بدرجات حرارة عالية بدلاً من التجفيف الطبيعي الذي يستغرق سنوات. هذه الطريقة تقلل من عمر المنتج إلى النصف وفقاً لتجارب معهد الجودة بدبي، حيث تفقد القطع رائحتها خلال 6-12 شهراً مقارنة بالأنواع التقليدية التي تحافظ على عبقها لعقود.
上一篇:الاختلافات في المصدر والتصنيع
下一篇:الفرق في المنشأ والبيئة الطبيعية
相关文章