الاختلافات في المصدر والتصنيع
chenxiang
4
2025-08-20 09:36:46

تُستخرج خشب العود الطبي من أشجار العود القديمة التي تنمو في مناطق محددة مثل جنوب شرق آسيا والهند، حيث يتم اختيار الأجزاء التي تحتوي على نسبة عالية من الراتنجات العلاجية. وفقًا لدراسة أجراها الباحث علي حسن (2020)، تُفضل الأشجار التي يتجاوز عمرها 30 عامًا لاحتواء أخشابها على مركبات مثل السيسكويتربين بنسبة 40% أعلى. بينما يُستخدم للتبخير أخشاب أحدث عمرًا (10-15 سنة) حيث تعطي رائحة أقوى لكن بتركيز كيميائي أقل.
تختلف عمليات المعالجة بشكل جذري، ففي النوع الطبي يتم تجفيف الخشب بشكل طبيعي لمدة 3-5 سنوات مع تجنب التعرض المباشر للشمس، بينما تخضع أخشاب التبخير لمعالجات حرارية سريعة باستخدام البخار لتعزيز الإفرازات العطرية. تشير منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الطب التقليدي (2022) إلى أن الحرارة العالية تدمر 60% من المركبات الطبية النشطة.
الاختلافات الكيميائية والتأثيرات
تحتوي الأخشاب الطبية على تركيز أعلى من مركب الأغروفلورين الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، حيث تصل نسبته إلى 12% مقارنة بـ 3% فقط في أخشاب التبخير وفقًا لتحاليل مختبر دبي للعطور (2021). هذا المركب حساس للحرارة مما يفسر عدم استخدامه في التبخير.
من ناحية أخرى، تتفوق أخشاب التبخير في احتوائها على مركبات عطرية مثل البنزيل أسيتون بنسبة 25%، والتي تتحرر بشكل أفضل عند الاحتراق. دراسة د. فاطمة الزهراء (2019) أظهرت أن التركيب الجزيئي لهذه المركبات يتغير بشكل كامل عند استخدامها طبياً، مما يقلل من فعاليتها العلاجية.
المعايير الدينية والثقافية
في الثقافة الإسلامية، تُفضل أخشاب التبخير ذات الرائحة القوية في المناسبات الدينية وفقًا لفقهاء المالكية، حيث يشير الشيخ عمر عبد الكريم في كتابه "أحكام العود في السنة" (2018) إلى استحباب استخدام أنواع معينة من العود في المساجد. بينما تُستخدم الأنواع الطبية في العلاج بالروائح وفق الطب النبوي.
تختلف معايير الجودة بشكل كبير، ففي السوق الخليجي يتم تقييم أخشاب التبخير بناءً على شدة الرائحة وطول مدتها، بينما تعتمد المعايير الطبية على نتائج التحاليل المخبرية للمركبات الفعالة. تقرير غرفة تجارة دبي (2022) يوضح أن 80% من العود الطبي المُصدّر يخضع لفحوصات كروماتوجرافية دقيقة.