المناطق الجغرافية الرئيسية لانتشار خشب العود في كمبوديا
chenxiang
4
2025-08-20 09:36:41

المناطق الجغرافية الرئيسية لانتشار خشب العود في كمبوديا
تشتهر كمبوديا بوجود عدة مناطق جغرافية تمثل مراكزًا رئيسية لزراعة وإنتاج خشب العود، وتأتي محافظة "برياه فيهيار" في مقدمة هذه المناطق. تقع هذه المحافظة في شمال غرب البلاد، وتتمتع بغابات استوائية كثيفة توفر الظروف المثالية لنمو أشجار الآغار (الأكويلاريا)، المصدر الرئيسي لخشب العود. وفقًا لدراسات أجراها معهد الغابات الكمبودي عام 2020، فإن 40% من إنتاج البلاد من العود يأتي من هذه المنطقة بسبب خصوبة التربة وتوافر الأمطار الموسمية.
منطقة أخرى بارزة هي محافظة "موندولكيري" شرق كمبوديا، التي تشتهر بأشجار العود المعمرة التي يتجاوز عمرها قرنًا من الزمان. تؤكد منظمة "فاونا آند فلورا إنترناشيونال" أن الأشجار هنا تنتج راتينجًا عطريًا بجودة استثنائية، مما يجعلها هدفًا للصيادين المحترفين. تعتمد المجتمعات المحلية هنا على الحصاد المستدام منذ أجيال، مستخدمين تقنيات تقليدية تم الحفاظ عليها عبر التاريخ.
العوامل البيئية المؤثرة على جودة العود
تلعب الظروف المناخية دورًا حاسمًا في تحديد خصائص خشب العود الكمبودي. تتميز المناطق المنتجة بمناخ استوائي رطب مع معدل هطول أمطار يتراوح بين 2000-2500 ملم سنويًا، وهو ما يساهم في تحفيز الأشجار لإنتاج الراتينج العطري بكثافة. تشير أبحاث جامعة بنوم بنه إلى أن التقلبات الحرارية بين النهار الحار والليل البارد تعزز عملية التمثيل الكيميائي داخل الأشجار.
كما تؤثر التربة الحمراء الغنية بأكاسيد الحديد في غرب كمبوديا بشكل مباشر على التركيب العطري للعود. تحلل هذه التربة المعادن ببطء، مما يمنح الأخشاب نكهة ترابية مميزة. أظهرت عينات مختبرية جمعت عام 2022 من محافظة "كوه كونغ" وجود تركيزات عالية من السيسكويتربينويدات، وهي مركبات كيميائية مسؤولة عن العطر الفريد.
التحديات والحلول في الإنتاج الحديث
تواجه صناعة العود الكمبودية تحديات كبيرة بسبب الاستغلال الجائر، حيث تقلصت المساحات الغابية بنسبة 35% منذ عام 2000 وفقًا لتقارير البنك الدولي. ردًا على ذلك، أطلقت الحكومة مشروع "العود الأخضر" عام 2019، الذي يعتمد على تقنيات التلقيح الصناعي السريع للأشجار، مما قلل فترة نضج الراتينج من 20 عامًا إلى 7 سنوات فقط.
تعاون الخبراء المحليون مع جامعات يابانية لتطوير أنظمة تصنيف إلكترونية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذه الأنظمة تقيس كثافة الراتينج بدقة تصل إلى 98%، حسبما نشر في مجلة "فورست تكنولوجيز" العلمية. كما تم إدخال تقنيات التقطير بالبخار المنخفض الحرارة للحفاظ على الخصائص العطرية دون إتلاف البنية الخشبية.
تتبنى المجتمعات الريفية الآن نماذج اقتصادية مبتكرة، مثل مزارع العود العضوي المعتمدة دوليًا، والتي توفر منتجات بأسعار تصل إلى ضعف القيمة السوقية التقليدية. هذا التحول يساهم في الحفاظ على التراث البيئي مع ضمان استدامة اقتصادية للسكان المحليين.