جودة الخشب ومستوى العطر
chenxiang
4
2025-08-20 09:36:42

جودة الخشب ومستوى العطر
تعتبر جودة خشب العود الفيتنامي وعطره من العوامل الرئيسية التي تحدد سعره لكل جرام. يتم تصنيف خشب "كيام" الفيتنامي إلى عدة مستويات بناءً على كثافة الراتنجات العطرية وطول فترة التماسك داخل الشجرة. فالأصناف عالية الجودة، التي تحتوي على نسبة راتنج تزيد عن 80٪، قد يصل سعرها إلى 500 دولار للجرام الواحد، وفقاً لدراسات أجراها خبراء العطور الآسيويون. بينما تنخفض الأسعار في الأصناف متوسطة الجودة إلى ما بين 100-300 دولار للجرام.
من المهم الإشارة إلى أن العمر الزمني للشجرة يلعب دوراً حاسماً. فالأشجار التي يزيد عمرها عن 100 عام تنتج راتنجاً أكثر تعقيداً كيميائياً، مما يمنح العطر عمقاً لا يوجد في الأنواع الأصغر. تؤكد جمعيات تجارة الأخشاب الفيتنامية أن أقل من 5٪ من الإنتاج السنوي يصنف ضمن "الفئة الاستثنائية"، مما يفسر ندرتها وارتفاع قيمتها.
التأثير الجغرافي والبيئي
تختلف أسعار خشب "كيام" بشكل كبير حسب المنطقة الجغرافية التي يُستخرج منها. تُنتج مناطق مثل "نها ترانج" و"فونغ نام" أخشاباً ذات سمعة عالمية بسبب التربة البركانية والمناخ الاستوائي الرطب، مما يؤدي إلى تكوين راتنج فريد. تشير تقارير منظمة التجارة العالمية إلى أن خشب "كيام" من شمال فيتنام يباع بأسعار أعلى بنسبة 40٪ مقارنة بالمناطق الجنوبية.
كما أن القيود البيئية الصارمة التي تفرضها الحكومة الفيتنامية منذ 2018 أدت إلى انخفاض الإمدادات. فقد تم تقليل حصص قطع الأشجار بنسبة 70٪ للحفاظ على الغابات القديمة، مما خلق سوقاً سوداء تصل فيها الأسعار إلى ضعف القيمة الرسمية. دراسة أجرتها جامعة هانوي عام 2022 أظهرت أن 60٪ من العود الفيتنامي في الأسواق العالمية يأتي من مصادر غير مشروعة.
عوامل السوق العالمية
يشهد الطلب العالمي على العود الفيتنامي نمواً سنوياً بنسبة 15٪، وفقاً لتقرير "غلوبال بيرفيوم ماركت". تتصدر الأسواق الخليجية والصينية قائمة المستهلكين، حيث تمثل 65٪ من إجمالي الواردات. أدت الأزمات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط إلى زيادة المضاربة، حيث ارتفع السعر بنسبة 22٪ خلال عام 2023 فقط.
من ناحية العرض، تسبب تغير المناخ في انخفاض إنتاجية الأشجار بنسبة 30٪ خلال العقد الماضي. يقول البروفيسور علي الزهراني، خبير الاقتصاد البيئي: "أصبح العود الفيتنامي سلعة استثمارية أكثر من كونه منتجاً عطرياً، مع معدل عائد سنوي يتجاوز الذهب في بعض السنوات".
الحرفية والتصميم
لا تقل أهمية الحرفية عن جودة المادة الخام. تُضاعف أساور "كيام" المصنوعة يدوياً قيمتها 3 مرات مقارنة بالقطع المنتجة بآلات. فالنقوش المعقدة التي تستغرق شهراً من العمل تزيد السعر بنسبة 150٪ لكل جرام، حسب بيانات من معرض دبي للفنون الإسلامية.
تستخدم ورشات الحرفيين التقليديين تقنيات تعود إلى القرن الثالث عشر، مثل طريقة "التدخين البارد" التي تحافظ على الجزيئات العطرية. يقول الحرفي نجوين فان لو: "كل قطعة تحمل بصمة فريدة، وهذا ما يدفع جامعي القطع الفنية لدفع أسعار خيالية تصل إلى 1000 دولار للجرام في المزادات الخاصة".