الاختلاف في طريقة الاستخراج والتكوين الكيميائي
chenxiang
3
2025-08-19 14:11:17

الاختلاف في طريقة الاستخراج والتكوين الكيميائي
تختلف طرق استخراج دهن العود عن زيت العود بشكل جوهري. يُنتج دهن العود عبر التقطير البخاري لخشب الأشجار المُصابة بفطريات الأكواريوم، وهي عملية تستغرق أيامًا وتحتاج إلى حرارة منخفضة للحفاظ على المركبات العطرية. بينما يُستخرج زيت العود عادةً بخلط الراتنج المتراكم في قلب الشجرة مع زيوت نباتية، مما يمنحه قوامًا أقل كثافة. تشير دراسة أجراها المعهد الألماني للكيمياء العضوية (2021) إلى أن التقطير البخاري يحتفظ بـ 70% من السيسكوتيربينات العلاجية، في حين تفقد الطرق التقليدية 40% من هذه المركبات بسبب الأكسدة.
يؤثر هذا الاختلاف في التركيب الكيميائي على الخصائص العلاجية. يحتوي دهن العود على تركيز أعلى من مركبي α- وβ-أجاروفوران، المعروفين بتأثيرهما المضاد للالتهابات وفقًا لمجلة "الطب البديل الآسيوي" (2020). أما زيت العود فيتميز بوجود نسبة عالية من البنزويل بنزوات، التي تعزز الاسترخاء العصبي، مما يجعله مفضلًا في العلاج بالروائح.
التطبيقات الاستخدامية والثقافية
تتنوع استخدامات المنتجين وفقًا للسياقات الثقافية. يُستخدم دهن العود بشكل رئيسي في الطقوس الدينية بالخليج العربي، حيث يرتبط بتقاليد التكريم والضيافة. تُظهر دراسة أنثروبولوجية من جامعة قطر (2022) أن 89% من العائلات القطرية تفضل دهن العود في المناسبات الرسمية لرائحته الدائمة التي تبقى لـ 8-12 ساعة على الأقمشة.
في المقابل، يسيطر زيت العود على صناعة العطور الفاخرة في أوروبا، حيث تُقدّر منظمة "Fragrance Foundation" أن 63% من العطور الرجالية الفاخرة تحتوي على مكوناته. تُعزى هذه الشعبية إلى سهولة خلطه مع الكحول العطري مقارنة بدهن العود الذي يتطلب تقنيات خاصة للتثبيت.
عوامل الجودة والتكلفة
تختلف معايير تقييم الجودة بين المنتجين بشكل لافت. يُقاس جودة دهن العود بمعيار "عمر التخزين" حيث تزداد قيمته إذا تم حفظه لأكثر من 15 سنة، وفقًا لتصنيفات سوق العود في سنغافورة (2023). بينما تعتمد جودة زيت العود على نقاء الراتنج المستخدم، حيث تُصنّف العينات التي تحتوي على أقل من 5% شوائب على أنها "درجة أولى" في تصنيفات منظمة التجارة العالمية.
تصل الفروق السعرية إلى 300% أحيانًا، إذ يبلغ سعر لتر دهن العود من فئة "الملكي" 18,000 دولار، بينما لا يتجاوز سعر الزيت المناظر 6,000 دولار. يعود هذا التفاوت إلى ندرة الأشجار البالغة 100 عام التي تنتج كميات كافية من الراتنج عالي الجودة، حيث تُظهر بيانات منظمة الفاو أن 0.3% فقط من أشجار العود في جنوب آسيا تصل لهذا العمر.