العوامل المؤثرة على أسعار خشب العود الفيتنامي

تختلف أسعار خشب العود الفيتنامي بشكل كبير بناءً على جودة الراتينج العطري الموجود داخله. تشير الدراسات التي أجراها خبراء مثل أحمد المنصوري (2022) إلى أن الراتينج عالي الكثافة، الذي يتميز بلونه الداكن ورائحته الثابتة، يمكن أن يتجاوز سعره 500 دولار للغرام الواحد. في المقابل، تحتوي القطع منخفضة الجودة على نسبة أقل من الراتينج، وقد لا يتجاوز سعرها 50 دولاراً للغرام. تعتمد هذه التقييمات على معايير دولية مثل نظام التصنيف المتبع في سوق سنغافورة للعطور الفاخرة. تلعب فترة التخزين دوراً حاسماً في تحديد القيمة. حيث تزداد جودة الأخشاب المخزنة لمدة تزيد عن 20 عاماً بشكل طبيعي، مما يرفع سعرها بنسبة 300% مقارنة بالقطع الحديثة، وفقاً لتقرير صادر عن اتحاد تجار العود الآسيويين (2023).

المناطق الجغرافية وأثرها على التسعير

تشتهر مناطق مثل "كوكونغ" و"فوكوك" بإنتاج أخشاب عود ذات رائحة مميزة تجمع بين الحلاوة والعُمق. تشهد أسواق دبي ارتفاعاً ملحوظاً في طلب هذه الأنواع، حيث سجلت عينات من منطقة كوكونغ مبيعات بقيمة 1.2 مليون دولار للكيلوغرام في مزاد 2022. في المقابل، تحتل الأخشاب من المناطق الشمالية مثل "هازونغ" مرتبة متوسطة في السلم السعري. يوضح الدكتور خالد السعدي، أستاذ علم النباتات العطرية، أن التربة البركانية في الجنوب تساهم في تركيز الزيوت العطرية بنسبة تصل إلى 40% أعلى من المناطق الأخرى.

العوامل الاقتصادية والتجارية

تشهد أسعار خشب العود تقلبات حادة مرتبطة بالعرض والطلب العالمي. أظهرت بيانات البنك الدولي (2023) ارتفاعاً بنسبة 18% في الصادرات الفيتنامية نتيجة للزيادة الكبيرة في الطلب من الأسواق الخليجية. تفرض الحكومة الفيتنامية رسوماً جمركية متغيرة تتراوح بين 7-15% على الصادرات، وفقاً لحجم القطعة وعمر الشجرة. هذا النظام الضريبي المعقد يؤدي إلى تفاوتات سعرية تصل إلى 200 دولار للغرام الواحد بين المنتج المحلي والمصدر.

التقنيات الحديثة في التقييم

أدخلت المختبرات المتخصصة تقنيات التحليل الطيفي لتحديد جودة العود بدقة. طريقة "أشعة تحت الحمراء FTIR" التي طورها معهد هونغ كونغ للعطور (2021) أصبحت معياراً عالمياً لتحديد النقاء الكيميائي. تسمح هذه التقنيات بالكشف عن الغش التجاري، حيث أظهرت عينات مُسجلة في السوق السعودية عام 2023 أن 35% من المنتجات تحوي إضافات صناعية، مما يخفض قيمتها السوقية بنسبة 60% مقارنة بالعود الطبيعي.