تأثير بخور العود على الجهاز التنفسي
chenxiang
3
2025-08-19 14:11:14

تأثير بخور العود على الجهاز التنفسي
يعتبر استخدام بخور العود تقليدًا شائعًا في العديد من الثقافات، خاصة في المنطقة العربية. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن استنشاق الدخان الناتج عن حرق المواد العضوية مثل العود قد يحمل مخاطر على الجهاز التنفسي. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "العلوم البيئية والصحية"، فإن الجسيمات الدقيقة المنبعثة من البخور يمكن أن تتراكم في الرئتين، مما يزيد من احتمالية التهاب الشعب الهوائية لدى الأشخاص الحساسين.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن التعرض المطول لدخان البخور يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مثل الربو وانتفاخ الرئة. ومع ذلك، يجدر الذكر أن هذه الآثار تختلف حسب جودة العود المستخدم وطريقة الاحتراق، حيث إن البخور عالي الجودة ينتج كميات أقل من المواد الضارة مقارنة بالمنتجات الرخيصة ذات المكونات الصناعية.
التأثيرات النفسية والهرمونية
على الجانب الآخر، يشير خبراء الطب التكاملي إلى أن رائحة العود قد تمتلك فوائد نفسية ملحوظة. ففي دراسة أجرتها جامعة القاهرة، لوحظ أن مركبات مثل "السيسكوتيربين" في دخان العود تعمل على تحفيز إفراز السيروتونين، مما يساهم في تخفيف التوتر وتحسين المزاج. هذه النتائج تدعم الاستخدام المعتدل للبخور في سياقات العلاج بالروائح.
لكن يجب الحذر من الإفراط في الاستخدام، حيث وجدت أبحاث من جامعة الملك سعود أن التعرض المكثف لبعض المركبات العطرية قد يؤثر على التوازن الهرموني، خاصة لدى النساء الحوامل. كما أن دراسة يابانية نُشرت عام 2020 حذرت من تفاعلات محتملة بين أبخرة البخور وأدوية الهرمونات البديلة.
جودة البخور ومخاطر التلوث
تشكل جودة منتجات العود عاملًا حاسمًا في تحديد مدى أمانها. فوفقًا لتقرير الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس، تحتوي بعض الأنواع التجارية الرخيصة على مواد لاصقة صناعية أو أصباغ كيميائية تتحول إلى غازات سامة مثل الفورمالديهايد عند الاحتراق. هذه الملوثات تزيد من مخاطر الإصابة بالصداع النصفي واضطرابات الغدد الصماء.
من ناحية أخرى، يؤكد خبراء الزراعة العضوية أن العود الطبيعي المُستخرج من أشجار "الأكويلاريا" دون إضافات كيميائية يعد خيارًا أكثر أمانًا. وقد طورت دول مثل ماليزيا والإمارات أنظمة تصنيف معتمدة لضمان نقاء المنتجات، مما يقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالبخور المغشوش.
التوصيات الذكية للاستخدام الآمن
لتعظيم الفوائد وتجنب الأضرار، يقترح الخبراء تطبيق مبدأ "التوازن الذهبي". توصي الجمعية العربية للطب البديل باستخدام البخور لمدة لا تتجاوز 30-45 دقيقة يوميًا في أماكن جيدة التهوية. كما ينصح بتجنب الاستخدام تمامًا بالقرب من الأطفال الرضع أو مرضى الجهاز التنفسي الحاد.
أظهرت تجربة عملية في دبي أن استخدام المرذاذات الكهربائية ذات التحكم في درجة الحرارة يقلل من انبعاث المواد الضارة بنسبة 70% مقارنة بالحرق المباشر. هذا النهج التكنولوجي الحديث يفتح آفاقًا لدمج التقاليد العطرية مع معايير الصحة الحديثة بشكل متناغم.