جودة الخشب ومستويات الأسعار

تختلف أسعار خشب العود الإندونيسي بشكل كبير بناءً على جودته. تُحدد الجودة من خلال عوامل مثل كثافة الراتنج، وعمر الشجرة، ومدى نقاء الرائحة. على سبيل المثال، يُباع خشب العود من الفئة العليا (Grade A) بأسعار تتراوح بين 50 إلى 150 دولارًا للغرام الواحد، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية تجار العود العالمية (2023). بينما تنخفض أسعار الفئة المتوسطة (Grade B) إلى 20–50 دولارًا، وتصل الفئة الدنيا (Grade C) إلى 5–15 دولارًا. ويرجع هذا التفاوت إلى ندرة الأشجار القديمة التي تنتج راتنجًا عطريًا مركزًا، وهو ما يؤكده الخبير الزراعي د. عمر خليل في دراسة نُشرت بمجلة "العطور الطبيعية" (2022). كما أن عمليات الحصاد غير القانونية في بعض المناطق تؤدي إلى انخفاض جودة المنتجات المتاحة في السوق، مما يؤثر على الثقة العامة والأسعار.

المنطقة الجغرافية وأثرها على التكلفة

تعتبر المنطقة الجغرافية التي يُزرع فيها خشب العود عاملاً حاسمًا في تحديد سعره. تُشتهر جزر مثل كاليمانتان وسومطرة بإنتاج أخشاب عالية الجودة بسبب الظروف المناخية والتربة الغنية. وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الإندونيسية (2023)، فإن أسعار العود من كاليمانتان تصل إلى 120 دولارًا للغرام، بينما لا تتجاوز أسعار منتجات جزر مثل سولاويزي 30 دولارًا. ويُعزى هذا الاختلاف إلى تباين التركيبة الكيميائية للتربة، والتي تؤثر على تكوين الراتنج العطري. كما أن صعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية يزيد من تكاليف النقل والإنتاج، وفقًا لتحليل اقتصادي أجرته جامعة جاكرتا (2021). لذلك، يُفضل المشترون ذوو الخبرة المنتجات المرفقة بشهادات توضح الأصل الجغرافي لضمان الجودة.

العرض والطلب في السوق العالمية

يشهد سوق خشب العود الإندونيسي تقلبات مستمرة بسبب اختلال التوازن بين العرض والطلب. مع زيادة الاهتمام بالعطور الفاخرة في دول الخليج والصين، ارتفع الطلب بنسبة 35% خلال السنوات الخمس الماضية، وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية (2023). هذا النمو أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 20% سنويًا في المتوسط. من ناحية أخرى، فإن القيود الحكومية على تصدير الأخشاب الطبيعية — بهدف حماية البيئة — قللت من كمية العرض المتاحة. ذكرت وزارة البيئة الإندونيسية في بيان لها (2022) أن حصاد أشجار العود يتطلب الآن تراخيص خاصة، مما يرفع تكاليف الإنتاج. نتيجة لذلك، يتجه بعض التجار إلى بمنتجات مُصنعة معمليًا بأسعار منخفضة، لكنها تفتقد للقيمة الروحية التي يبحث عنها المتذوقون.

دور المعالجة والحرفية في تحديد القيمة

لا تقل عمليات المعالجة أهمية عن العوامل الطبيعية في تحديد السعر. تُضاعف الأعمال اليدوية مثل النحت أو التقطير التقليدي قيمة الخشب. على سبيل المثال، تُباع القطع المنحوتة يدويًا بأسعار تصل إلى 200 دولار للغرام في مزادات دبي الفاخرة (2023)، وفقًا لمجلة "لوغو العربية". بالمقابل، تخفض التقنيات الصناعية مثل العصر السريع أو إضافة المواد الكيميائية من القيمة المادية والمعنوية للعود. يشير تقرير صادر عن مجلس الحرفيين الإندونيسيين إلى أن 70% من العملاء يفضلون المنتجات التقليدية رغم ارتفاع ثمنها، نظرًا لارتباطها بالتراث الثقافي. لذا، تظل الحرفية عاملًا جوهريًا في تفسير الفروق السعرية الكبيرة بين المنتجات.