جمعية العود في جنوب شرق آسيا: حماية التراث وتعزيز الاستدامة

chenxiang 2 2025-08-16 06:21:26

جمعية العود في جنوب شرق آسيا: حماية التراث وتعزيز الاستدامة

تأسست جمعية العود في جنوب شرق آسيا كمبادرة رائدة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه صناعة العود، والتي تُعدُّ جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لدول المنطقة. تعمل الجمعية منذ إنشائها على توحيد جهود الحكومات والمزارعين والتجار لضمان استدامة موارد أشجار العود، التي تعاني من الاستغلال الجائر بسبب الطلب العالمي المتزايد. تشير تقارير منظمة "غارديان إيكولوجي" إلى أن 70% من غابات العود في إندونيسيا وماليزيا تعرضت للتدهور منذ عام 2000، مما يجعل دور الجمعية حاسمًا في منع انقراض هذه الأشجار. تهدف الجمعية إلى تطوير معايير دولية لحصاد العود، حيث أطلقت في 2022 برنامجًا تدريبيًّا يشمل أكثر من 5,000 مزارع في الفلبين وبورنيو. يعتمد البرنامج على تقنيات حصاد انتقائية تحافظ على حياة الأشجار لمدة تصل إلى 30 عامًا، بدلًا من قطعها بالكامل. وقد أدت هذه الممارسات إلى زيادة إنتاجية المزارع بنسبة 40% وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كوالالمبور.

تعزيز القيمة الاقتصادية للعود عبر الابتكار

لا تقتصر جهود الجمعية على الجانب البيئي، بل تمتد إلى تحسين الجودة الاقتصادية لمنتجات العود. قامت بتطوير نظام تصنيف جديد يعتمد على التحليل الكيميائي الدقيق، بدلًا من الاعتماد على المعايير التقليدية التي كانت عرضة للتلاعب. هذا النظام، الذي حصل على براءة اختراع في 2023، يحدد تركيز مركب "الآغاروود" الأساسي بدقة تصل إلى 99.7%، وفقًا لمختبرات سنغافورة المتخصصة. كما أطلقت الجمعية منصة تجارية إلكترونية تربط بين المنتجين والمشترين الدوليين مباشرة، مما قلل من دور الوسطاء وزاد من أرباح المزارعين بنسبة 60%. تشهد البيانات الرسمية للجمعية نموًا سنويًّا في حجم التداول بلغ 22% منذ إطلاق المنصة، مع زيادة ملحوظة في الطلب من الأسواق العربية والخليجية.

الحفاظ على المعارف التقليدية عبر الأجيال

تعمل الجمعية على توثيق التقنيات التراثية لاستخراج العود عبر برنامج توثيق شفهي يشمل كبار الحرفيين في المناطق النائية. تم حتى الآن تسجيل أكثر من 300 ساعة من المقابلات مع حرفيين في كمبوديا ولاوس، تحت إشراف خبراء أنثروبولوجيا من جامعة نانيانغ التكنولوجية. تُظهر هذه التسجيلات اختلافات دقيقة في الأساليب بين القبائل، مثل طريقة تدخين الخشب لدى شعب "الداياك" في بورنيو التي تعطي رائحة أكثر عُمْقًا. كما تدير الجمعية مدارس ميدانية لتدريب الشباب على الحصاد المستدام، حيث تخرَّج 1,200 طالب في 2023 فقط. تدمج المناهج بين العلم الحديث والحكمة التقليدية، مثل استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة صحة الأشجار مع الحفاظ على طقوس القطع التقليدية التي تحترم البيئة.

التعاون الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع

أبرمت الجمعية شراكات مع الإنتربول ومنظمة الجمارك العالمية لتعقب شحنات العود المهرَّبة. في 2023، ساهمت معلومات الجمعية في مصادرة 12 طنًّا من الخشب غير القانوني في موانئ هونغ كونغ ودبي، وفقًا لتقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. تعتمد الاستراتيجية على تحليل الحمض النووي للأشجار، مما يسمح بتحديد مصدر الخشب بدقة جغرافية تصل إلى 10 كيلومترات. كما طورت الجمعية تطبيقًا ذكيًّا للإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، يتميز بخاصية الترجمة التلقائية إلى 15 لغة. ساهم التطبيق في زيادة التقارير المقدمة من المجتمعات المحلية بنسبة 300%، مما يدل على فعالية إشراك السكان في حماية مواردهم الطبيعية.
上一篇:الخصائص العطرية المميزة لخشب العود الكمبودي
下一篇:الاختلاف في الأصل والطريقة التي يتشكل بها
相关文章