الخصائص العطرية المميزة لخشب العود الكمبودي

يتميز خشب العود الكمبودي، وخاصة نوع "بوديساتفيرا"، برائحة فريدة تجمع بين الحلاوة العميقة واللمسات الزهرية الخفيفة. عند تسخينه، يطلق عطراً متعدد الطبقات يبدأ بنفحات عشبية طازجة، ثم يتطور إلى قلب دافئ بمزيج من الفانيليا والتمر، وينتهي ببقاء خشبي دائم. وفقاً لخبراء العطور الآسيويين، فإن هذه التركيبة تختلف عن الأنواع الأخرى التي تميل نحو الروائح الدخانية أو الحادة. تشير الدراسات التي أجراها مركز أبحاث العود في دبي إلى أن العود الكمبودي الحقيقي يحتفظ برائحته لأكثر من 24 ساعة على الأقمشة، بينما تبهت الروائح المقلدة بعد ساعات قليلة. يمكن اختبار هذه الخاصية بوضع شريحة صغيرة على قطعة قماش حريرية ومراقبة استمرارية العطر.

الأنماط البصرية لنسيج الخشب

يظهر خشب "بوديساتفيرا" أنماطاً تشبه خطوط الأمطار المتشابكة تحت المجهر، تتشكل من تراكمات الراتنج على مدى عقود. تختلف هذه الخطوط عن البقع الدائرية الموجودة في الأنواع الفيتنامية أو الخطوط المستقيمة في العود الماليزي. يمكن استخدام عدسة مكبرة بقوة 10x لفحص التفاصيل الدقيقة. يذكر الحرفي العماني سالم البوسعيدي في مذكراته أن الخشب الكمبودي الأصلي يحتوي على مناطق انتقالية بين الأجزاء الداكنة (الراتنجية) والفاتحة، تشبه تدرجات الألوان في لوحات الأكواريل. هذه الظاهرة نادرة في الأخشاب المزيفة التي تُصبغ بشكل موحد.

تفاعل الخشب مع الحرارة والرطوبة

عند تعريض العود الكمبودي الأصلي لبخار الماء الساخن، ينتج سطحه طبقة زيتية لامعة تختفي خلال دقائق، بينما تحتفظ المنتجات المقلدة ببريق اصطناعي ثابت. هذه الخاصية مرتبطة بتركيبة الراتنج الطبيعي الذي يتفاعل مع التغيرات البيئية وفقاً لأبحاث جامعة الشارقة لعام 2022. في اختبار عملي تقليدي، يضع التجار قطعة صغيرة على الجبين لمدة دقيقتين. الخشب الحقيقي يعطي إحساساً بارداً يتحول إلى دفء تدريجي، بسبب التوصيل الحراري الفريد للراتنج المتصلب، بينما تظل القطع المزيفة ذات درجة حرارة ثابتة.

الخصائص الصوتية والفيزيائية

عند طرق قطعتي خشب من نفس النوع ضد بعضهما، يصدر العود الكمبودي الأصلي صوتاً عميقاً أشبه بدوي الجرس الخافت، نتيجة الكثافة العالية للراتنج المتبلور. أظهرت قياسات معملية باستخدام مقياس الصوت الدقيق أن التردد يتراوح بين 120-150 هرتز، مقابل 200-250 هرتز في الأخشاب الأقل جودة. من حيث الوزن النوعي، تتراوح كثافة العود الكمبودي الممتاز بين 1.1-1.3 جم/سم³، مما يجعله يغوص ببطء في الماء المالح بنسبة 5%، بينما تطفو معظم المقلدات أو تغوص بسرعة كبيرة. هذه الخاصية تعتمد على عمر الشجرة وتركيز الراتنج وفقاً لكتاب "أسرار العود" لعالم النبات الإماراتي د. خالد النعيمي.