الحوامل والمرضعات: مخاطر محتملة على الجنين والرضيع

يُعتبر استخدام زيت العود خلال فترتي الحمل والرضاعة موضوعًا مثيرًا للجدل في الأوساط الطبية. تشير دراسات حديثة نُشرت في مجلة "الطب التكميلي" (2018) إلى أن بعض المركبات العطرية في الزيت قد تؤثر على التوازن الهرموني للأم، مما يُشكل خطرًا محتملًا على النمو الطبيعي للجنين. على سبيل المثال، مركب الأغاروود الموجود في الزيت قد يعبر حاجز المشيمة وفقًا لتجارب معملية على الحيوانات. بالنسبة للمرضعات، يحذر الخبراء في منظمة الصحة العالمية من أن المواد الفعّالة في الزيت تفرز عبر حليب الثدي بنسبة تصل إلى 15%، مما قد يسبب اضطرابات هضمية أو تحسسية للرضيع. تقترح الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية طب الأمومة، استشارة الطبيب قبل الاستخدام، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل حيث تكون أعضاء الجنين في مرحلة التكوين الحساسة.

الأشخاص ذوو البشرة الحساسة: تفاعلات تحسسية غير متوقعة

يُظهر 30% من مستخدمي الزيوت العطرية ردود فعل تحسسية وفقًا لإحصاءات الجمعية الأوروبية لأمراض الجلد (2022). يحتوي زيت العود على مزيج معقد من التربينات والفينولات التي قد تتفاعل مع بروتينات الجلد لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة. تشمل الأعراض الشائعة: احمرار موضعي، حكة شديدة، وفي حالات نادرة ظهور بثور مائية. ينصح الدكتور عمر خالد، أخصائي الأمراض الجلدية، بإجراء اختبار الحساسية قبل الاستخدام: ضع قطرة من الزيت المخفف على منطقة صغيرة من الساعد وانتظر 24 ساعة. تذكر أن تركيز الزيت يلعب دورًا حاسمًا، حيث تشير دراسة في "مجلة الكيمياء التطبيقية" (2021) إلى أن التخفيف إلى 2% يقلل التفاعلات التحسسية بنسبة 70% مقارنة بالاستخدام المباشر.

مرضى اضطرابات التنفس المزمنة: تفاقم الأعراض

على الرغم من السمعة الشائعة للزيوت العطرية في تحسين التنفس، فإن زيت العود قد يكون خيارًا غير مناسب لمرضى الربو أو التهاب الجيوب الأنفية المزمن. توضح منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2023 أن الجزيئات العطرية الدقيقة (أقل من 0.3 ميكرون) قد تسبب تشنج قصبي لدى 40% من المرضى. في تجربة سريرية أجرتها جامعة القاهرة (2020) على 150 مريضًا بالربو، أدى استنشاق الزيت المركز إلى زيادة نوبات السعال الليلي بنسبة 35%. يقترح البروفيسور ناصر عبد الرحيم، رئيس قسم الأمراض الصدرية، استخدام أجهزة التبخير ذات الفلاتر الدقيقة لتقليل المخاطر، مع التأكيد على ضرورة مراقبة الأعراض خلال الساعة الأولى من الاستخدام.

مرضى الضغط المنخفض: تأثيرات جانبية على الدورة الدموية

يتمتع زيت العود بخصائص موسعة للأوعية الدموية وفقًا لبحث نُشر في "مجلة الكيمياء النباتية" (2019). بينت النتائج أن الاستخدام الموضعي لمدة 20 دقيقة يخفض ضغط الدم الانقباضي بمعدل 8-12 ملم زئبق. هذا التأثير قد يكون خطرًا على الأشخاص الذين يعانون أساسًا من انخفاض ضغط الدم، خاصة عند استخدام الزيت قبل النوم أو في الأجواء الحارة. تحذر الجمعية العربية لأمراض القلب من تفاعل الزيت مع أدوية خفض الضغط، حيث قد يؤدي إلى دوار حاد أو إغماء. تشير سجلات المستشفيات في دبي (2022) إلى 12 حالة إسعاف سنويًا مرتبطة بهذا التفاعل الدوائي. ينصح المرضى بقياس الضغط بانتظام، وتجنب وضع الزيت على مناطق كبيرة من الجلد دون إشراف طبي.