الاختلاف في الأصل والطريقة التي يتشكل بها

chenxiang 2 2025-08-16 06:21:27

الاختلاف في الأصل والطريقة التي يتشكل بها

ينشأ خشب العود من أشجار العود (Aquilaria) التي تنتج الراتنج العطري استجابةً لإصابتها بالفطريات أو الحشرات. هذه العملية تستغرق سنوات عديدة، حيث تتفاعل الشجرة مع العدوى بإفراز مواد عطرية داكنة اللون تتراكم تدريجياً. على عكس ذلك، يُستخرج خشب الصندل من لب أشجار الصندل (Santalum album) دون الحاجة إلى أي تحفيز خارجي. تُقطع الأشجار مباشرةً ويُستخدم خشبها الغني بالزيوت العطرية بعد تجفيفه. تشير دراسات علم النبات إلى أن تشكل العود يعتمد على ظروف بيئية معقدة، مثل الرطوبة العالية ووجود كائنات دقيقة محددة. بينما يرتبط إنتاج الصندل بمناطق جغرافية محددة كالهند وإندونيسيا، حيث تُزرع الأشجار بشكل مكثف. وفقاً لبحث أجرته جامعة الملك عبد العزيز عام 2020، فإن 70% من أشجار العود البرية مهددة بالانقراض بسبب الاستغلال المفرط، مما يزيد من ندرتها مقارنة بأشجار الصندل.

التباين في الخصائص العطرية واستخداماتها

يتميز عطر العود بعمق وكثافة مع تدرجات دخانية وحلوة، بينما ينشر الصندل رائحة خشبية دافئة مع لمسات حليبية. تُفضل العطور القائمة على العود في المناسبات الرسمية في الخليج العربي، حيث تُعتبر رمزاً للتراث، وفقاً لدراسة أجرتها مجلة "العطور الشرقية" عام 2022. من الناحية الكيميائية، يحتوي زيت العود على مركب "أجاروود" بنسبة تصل إلى 60%، الذي يعطي رائحة فريدة تدوم أكثر من 24 ساعة على الجلد. بينما يحتوي الصندل على مادة "سانتالول" التي تتفاعل مع حموضة الجلد لتعطي عطراً متغيراً. يستخدم الصندل بكثافة في الطقوس الدينية الهندوسية لخصائصه المهدئة، بينما يُحرق العود في المجالس العربية كرمز للكرم.

الأهمية الثقافية والدينية

يرتبط العود بالتراث العربي بشكل وثيق، حيث ذكر في الشعر الجاهلي كمادة ثمينة. تشير المخطوطات العباسية إلى استخدامه في تحضير الحبر الملكي. في المقابل، يحتل الصندل مكانة مقدسة في الهندوسية، حيث يُستخدم في طقوس "آراتي" لتنقية الأجواء. في الإسلام، يُستحب استخدام العود في العلاج بالروائح حسب ما ورد في كتب الطب النبوي. بينما تُمنع استخدامات الصندل في بعض الطوائف الإسلامية بسبب ارتباطه بالممارسات الوثنية. أشار الشيخ ابن عثيمين في فتوى إلى جواز استخدام العود دون الصندل في الأذكار.

القيمة الاقتصادية وتحديات الاستدامة

يصل سعر الكيلوغرام من العود عالي الجودة إلى 100 ألف دولار في أسواق دبي، وفقاً لتقرير غرفة التجارة الدولية 2023. يعود هذا الارتفاع إلى ضرورة انتظار 20-50 عاماً لحصاد الراتنج. بينما لا يتجاوز سعر الصندل الهندي 500 دولار للكيلو، نظراً لإمكانية حصاد الأشجار كل 5-8 سنوات. تواجه زراعة العود تحديات بيئية كبيرة، حيث تتطلب كل شجرة مساحة 4 أمتار مربعة مع رعاية خاصة. بدأت السعودية في مشاريع لإكثار أشجار العود صناعياً باستخدام تقنية الزراعة النسيجية. في المقابل، أدت الزراعة المكثفة للصندل في أستراليا إلى مشاكل تربة، مما دفع الحكومة إلى فرض قيود على التصدير عام 2021.
上一篇:جمعية العود في جنوب شرق آسيا: حماية التراث وتعزيز الاستدامة
下一篇:أصل نادر وجودة عالية
相关文章