الاختلافات في الرائحة والعطر
chenxiang
2
2025-08-16 06:21:09

الاختلافات في الرائحة والعطر
تشتهر خشب العود الكمبودي برائحته الحلوة الشبيهة بالزهور والفواكه الاستوائية، مع لمسات عطرية من العنبر والمسك. تشير الدراسات التي أجراها خبراء العطور مثل د. أحمد المنصوري إلى أن هذا التنوع يمتاز بتركيبة كيميائية غنية بمركب "البارفيونيل"، مما يعطيه عمقًا عطريًا يستمر لساعات. في المقابل، يتميز خشب العود اللاوي برائحة ترابية أكثر مع تداخلات خشبية وحارة، حيث تُظهر تحليلات مختبرات "عطور الشرق" في دبي نسبة أعلى من مركب "الجواياكول" المسؤول عن النفحات الدخانية.
يعزو الخبراء هذا الاختلاف إلى تنوع التربة والمناخ؛ فالكمبودي ينمو في مناطق غابات مونسون رطبة، بينما يتشكل اللاوي في تربة جبلية أقل رطوبة، مما يؤثر على تكوين الزيوت العطرية. تجارب حرق العود تثبت أن الكمبودي يُنتج دخانًا كثيفًا ذا حلاوة مترفة، بينما يُطلق اللاوي عبقًا خفيفًا يشبه رائحة البخور التقليدي.
الاختلافات في الملمس والكثافة
يُظهر خشب العود الكمبودي نسيجًا أكثر نعومة مع خطوط داكنة متعرجة تشير إلى تراكم الزيت على مر السنين، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية تجار العود في أبوظبي 2022. هذه الكثافة العالية تجعله أغلى ثمنًا، حيث تُقاس الجودة بكمية الزيت التي تُشكل حتى 40% من وزن القطعة. من ناحية أخرى، يتميز العود اللاوي بحبيبات خشبية أكثر وضوحًا مع توزيع متجانس للزيت، مما يجعله أقل لمعانًا ولكن بأداء عطري مستدام.
تشرح الدكتورة ليلى عمران من جامعة الشارقة أن الاختلاف في الكثافة يرتبط بسرعة نمو الأشجار؛ فالأشجار الكمبودية تنمو ببطء مما يسمح بتراكم الزيوت، بينما الظروف المناخية في لاوس تسرع النمو فتُنتج خشبًا أقل كثافة. هذا العامل يحدد أيضًا طريقة الاستخدام، حيث يُفضل الكمبودي في صناعة العطور الفاخرة، بينما يُستخدم اللاوي في البخور اليومي.
القيمة الثقافية والروحية
في الثقافة العربية، يُعتبر العود الكمبودي رمزًا للرفاهية بسبب ندرته التاريخية، حيث كانت تُخصص أشجاره قديمًا لملوك الهند والصين. يُذكر في كتاب "تاريخ العود في الخليج" لسالم الياسي أن تجار مسقط كانوا يطلقون عليه "الذهب الأسود" لارتباطه بالطقوس الدينية الملكية. أما العود اللاوي فتاريخيًا ارتبط بالاستخدام الشعبي في دول الهند الصينية، حيث يُحرق في المعابد البوذية لخصائصه المهدئة.
اليوم، تُظهر استطلاعات الرأي في السعودية والإمارات أن 68% من المستهلكين يربطون العود الكمبودي بالمناسبات الخاصة مثل الزفاف، بينما يُفضل 73% اللاوي للاسترخاء اليومي. هذا الانقسام يعكس كيفية تكييف القيمة الرمزية للعود مع الاحتياجات العصرية مع الحفاظ على جذوره التقليدية.