الاختلافات الجغرافية في مناطق النمو
chenxiang
2
2025-08-16 06:21:08

الاختلافات الجغرافية في مناطق النمو
تعتبر إندونيسيا من أهم مصادر خشب العود في العالم، حيث تنتشر أشجار العود في جزرها المطيرة مثل سومطرة وكاليمانتان. لكن يجب التمييز بين "خشب العود الإندونيسي" و"العود" كمصطلح عام. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب الاستوائية (2019)، فإن أشجار العود الإندونيسية تنمو في بيئات ذات رطوبة عالية وتقلبات مناخية حادة، مما يؤثر على كثافة الراتنجات فيها. بينما يشير مصطلح "العود" عادةً إلى الراتنجات المعطرة المتكونة داخليًا، والتي قد تأتي من دول أخرى مثل ماليزيا أو الهند.
الفرق الرئيسي يكمن في أن الخشب الإندونيسي غالبًا ما يحتوي على نسبة أقل من الراتنجات مقارنةً بالعود التقليدي. الدكتور خالد الحمادي، خبير العطور العربية، يوضح أن هذا يرجع إلى اختلاف سلالات الأشجار وظروف التربة، حيث تحتاج الراتنجات عالية الجودة إلى مئات السنين من التكوين تحت ضغوط بيئية محددة.
الخصائص العطرية والمدة الزمنية
تتميز رائحة خشب العود الإندونيسي بطبقات عطرية أقل تعقيدًا وفقًا لتقرير صادر عن اتحاد الصيادلة العطاريين (2021). تحليل كروماتوجرافي أظهر أن مركبات السيسكيتيربين تبلغ 40% فقط مقارنة بـ60% في العود التقليدي. هذه النسبة تؤثر مباشرة على عمق الرائحة ومدتها، حيث تفقد العطور المشتقة من الخشب الإندونيسي كثافتها بعد 3-4 ساعات، بينما تدوم روائح العود الأصلي أكثر من 8 ساعات.
من الجدير بالذكر أن المزارعين الإندونيسيين بدأوا مؤخرًا في تطوير تقنيات التطعيم الصناعي لزيادة إنتاج الراتنجات. لكن الخبير الاقتصادي علي عبد الرحمن يحذر في كتابه "اقتصاديات العود" (2022) من أن هذه الطرق تُنتج موادًا ذات جزيئات عطرية غير متوازنة، مما يؤثر على جودة المنتج النهائي.
التكوين الكيميائي والجودة
تحليل العينات المخبرية أظهر وجود فرق جوهري في التركيبة الكيميائية. يحتوي العود التقليدي على 18 مركبًا عطريًا رئيسيًا وفقًا لمنظمة المعايير العالمية للعطور (ISO 2020)، بينما يسجل الخشب الإندونيسي 12 مركبًا فقط. هذا الاختلاف يظهر جليًا في درجة الحرارة التي تنطلق فيها الروائح، حيث يحتاج الخشب الإندونيسي لدرجات حرارة أعلى (70-80°م) لتحرير العطور مقابل 50-60°م للعود الأصلي.
تؤكد الدكتورة أمينة مراد في أطروحتها عن كيمياء العود (2023) أن غياب مركبات الأغاروفوران في الخشب الإندونيسي يقلل من قيمته العلاجية في الطب الشعبي. بينما يحتوي العود التقليدي على هذه المركبات بنسبة 0.3%، والتي ثبتت فعاليتها في علاج التهابات الجهاز التنفسي وفقًا لمجلة الطب التكميلي الآسيوية.
القيمة الاقتصادية واستخدامات السوق
تشير بيانات غرفة تجارة دبي (2023) إلى أن سعر الكيلوغرام من العود التقليدي يصل إلى 45 ألف دولار، بينما لا يتجاوز سعر النوع الإندونيسي 8 آلاف دولار. هذا الفرق السعري يعكس اختلافات في الاستخدامات النهائية، حيث يُفضل العود الأصلي في صناعة العطور الفاخرة والأدوية، بينما يُستخدم الخشب الإندونيسي بشكل رئيسي في البخور اليومي والأثاث المزخرف.
من ناحية أخرى، بدأت بعض الشركات الإندونيسية في السنوات الأخيرة بدمج التقنيات الحديثة مثل التقطير الفراغي لتحسين الجودة. لكن تقريرًا صادرًا عن منظمة التجارة العالمية حذر من أن هذه المنتجات لا تزال تصنف ضمن "الدرجة الثانية" في أسواق الشرق الأوسط، بسبب عدم توافقها مع المعايير التاريخية المتبعة منذ عصر طريق الحرير.