جودة الخشب وتأثيرها على سعر مسبحة العود الإندونيسي

تعتبر جودة خشب العود العامل الأكثر حسماً في تحديد السعر. تنقسم درجات الخشب إلى ثلاث فئات رئيسية: "الدرجة الأولى" التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت العطرية وتظهر عروقاً داكنة متماسكة، وغالباً ما تتجاوز أسعارها 1000 دولار للقطعة الواحدة. أما "الدرجة المتوسطة" فتتراوح أسعارها بين 300 إلى 800 دولار، وتُستخدم عادةً في القطع ذات الأحجام الصغيرة أو المزينة بزخارف بسيطة. بينما تُباع الدرجات المنخفضة بأقل من 200 دولار، لكنها تفقد جزءاً كبيراً من رائحتها مع مرور الوقت. تشير الدراسات المتخصصة في تجارة العود إلى أن 70% من التباين السعري يعود لاختلاف تركيز الزيوت، حيث تُقاس النسبة باستخدام تقنيات مثل التحليل الطيفي. كما تؤكد جمعية الصادرات الإندونيسية أن الأخشاب القديمة التي تزيد أعمارها عن 50 عاماً تُسعّر ضعف مثيلاتها الأصغر سناً بسبب ندرتها.

عوامل جغرافية وتاريخية تؤثر على القيمة

تختلف أسعار المسابح حسب المنطقة الجغرافية التي يُستخرج منها الخشب. تُعد غابات بابوا وسولاويزي المصدر الأغلى، حيث تُنتج أخشاباً ذات رائحة عميقة تشبه مزيج الفانيلا والخشب المحروق، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية عام 2022. أما أخشاب كاليمانتان فتحتل المرتبة الثانية بسعر يقل 25% عن سابقتها، بينما تُعتبر منتجات جزيرة جاوة الأكثر انتشاراً في الأسواق الشعبية. التاريخ التجاري للمنطقة يلعب دوراً مهماً أيضاً. المسابح المصنوعة من أخشاب موانئ آتشيه التاريخية تحمل قيمة تراثية تضيف 15-20% إلى سعرها الأساسي، إذ كانت هذه الموانئ مركزاً لتجارة العود منذ القرن الثالث عشر. تُظهر السجلات العثمانية أن سلاطين الدولة اشتروا أخشاباً من هذه المنطقة بأسعار تعادل 5000 دولار حالياً للكيلوغرام الواحد.

التشطيبات الفنية وحرفية الصناعة

تضيف التفاصيل الحرفية هوية خاصة لكل مسبحة. التشطيب اليدوي باستخدام أدوات تقليدية يرفع السعر بنسبة 40% مقارنة بالقطع المصنعة آلياً، حيث تتطلب القطعة الواحدة ما بين 20 إلى 50 ساعة عمل متواصلة. النقوش الإسلامية المعقدة مثل الآيات الكريمة أو الزخارف الهندسية الأندلسية تُعد الأكثر طلباً بين المشترين الخليجيين، وفقاً لمسح أجرته غرفة تجارة دبي عام 2023. أما المسابح المطعمة بمواد ثانوية مثل الفضة أو العقيق، فتشهد تبايناً سعرياً كبيراً. الإطارات الفضية عيار 925 تضيف 100-150 دولاراً للسعر، بينما تُرفع القيمة إلى الضعف عند استخدام الذهب عيار 18 قيراطاً. لكن الخبراء يحذرون من أن الإضافات الزائدة قد تخفي عيوباً في جودة الخشب الأساسي، كما ذكرت مجلة "كونسيومر ريبورت" الشرق أوسطية في عددها الأخير.