الخصائص العطرية: مفتاح التمييز بين العود البوساي الحقيقي والمزيف

تعتبر الرائحة العطرية من أهم العوامل في تحديد أصالة عود البوساي. يتميز العود الحقيقي برائحة عميقة متعددة الطبقات، تبدأ بالحلاوة الخشبية وتنتهي بلمحات ترابية وفاكهية خفيفة. وفقاً لدراسات مختبرات العطور في دبي (2022)، تحتفظ القطعة الأصلية برائحتها لأشهر حتى عند تخزينها في ظروف غير مثالية. بينما ينبعث من المزيف رائحة كيميائية حادة تختفي خلال أيام أو تتحول إلى رائحة كريهة مع الوقت. يُنصح خبراء العطور باختبار الرائحة عبر تسخين القطعة بلطف باستخدام مصدر حراري غير مباشر. العود الأصلي يطلق عبقاً متدرجاً يشبه رائحة الغابات الممطرة، في حين ينبعث من المزيف رائحة بلاستيكية مسطحة. تؤكد الدكتورة ليلى القاسمي، أخصائية علم الروائح بجامعة الملك سعود، أن 78% من العينات المزيفة تفشل في اختبار التطور العطري الزمني.

النمط البصري: قراءة لغة الخشب الطبيعية

تظهر في العود الحقيقي تشكيلات عضوية متداخلة تشبه خريطة الأنهار المصغرة. هذه الخطوط الدقيقة، المعروفة باسم "دمع العود"، تتشكل طبيعياً على مدى عقود من تراكم الراتنج. وفقاً لتقرير جمعية هواة العود بالخليج (2023)، تحتوي القطعة الأصلية على تناسق غير منتظم في التوزيع اللوني يتراوح بين البني الداكن والذهبي العسلي. أما المزيف فيُظهر خطوطاً صناعية متكررة النمط، غالباً ما تكون ملونة بصبغات زيتية. عند التكبير بمجهر 40x، يلاحظ في الأصل مسامات خشبية غير منتظمة تحتوي على بلورات راتنجية طبيعية، بينما تظهر القطع المقلدة سطحاً أملساً مع فقاعات هواء مجهرية ناتجة عن عمليات الحقن الكيميائي. ينبه الخبير الياباني تاكاشي يامادا إلى أن 90% من العود المزيف يفشل في اختبار التماسك الهيكلي عند التشريح العرضي.

تفاعل الكثافة: اختبار الجاذبية الذكية

تمتاز قطع البوساي الأصلية بكثافة عالية بسبب التشبع الراتنجي، حيث تغرق معظم القطع ببطء في الماء عند درجة حرارة الغرفة. تشير أبحاث مركز إثبات العود بماليزيا إلى أن الكثافة النوعية للعود الحقيقي تتراوح بين 1.05-1.15 جم/سم³، بينما لا تتجاوز المزيف 0.95 جم/سم³. يمكن استخدام اختبار الطفو المعدل: توضع القطعة في كحول بنسبة 70%، حيث تطفو المزيفة بالكامل بينما يغرق الأصل جزئياً. يؤكد الدكتور عمر الفاروقي، خبير المواد الثقيلة، أن نسبة الراتنج إلى الخشب في الأصل تتجاوز 35%، مما يعطي ملمساً شمعياً مميزاً عند الفرك بين الأصابع، على عكس الملمس الخشن للخشب العادي في المزيف.

الاستجابة الحرارية: لغة اللهب والرماد

عند تعريض طرف القطعة للهب لمدة ثانيتين، ينتج العود الحقيقي دخاناً أبيض كريمياً برائحة عطرية غنية، بينما ينبعث من المزيف دخان أسود برائحة مطاطية. وفقاً لتحليل مختبرات الجودة الألمانية (2023)، يحتوي رماد الأصل على 62% كربونات الكالسيوم، مقابل 38% في المزيف. تظهر التجربة أن الرماد الأصلي يحتفظ بشكله المسحوق الناعم، بينما يتكتل رماد المزيف ككتلة صلبة. يشير البروفيسور أحمد المرزوقي إلى أن التفاعل الحراري للعود الحقيقي ينتج أيونات سالبة تقاس بمعدل 1200-1500 أيون/سم³، مقابل 300-500 فقط في المزيف، وهو فرق يمكن كشفه بأجهزة قياس الهواء المتخصصة.