تأثير العود الضار على الجهاز التنفسي للمرأة
chenxiang
4
2025-08-14 09:30:56

تأثير العود الضار على الجهاز التنفسي للمرأة
يعتبر استخدام العود في البخور مصدرًا محتملًا لمشاكل الجهاز التنفسي لدى النساء، خاصة مع الاستخدام المطول في الأماكن المغلقة. أظهرت دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 أن الدخان الناتج عن حرق العود يحتوي على جزيئات دقيقة (PM2.5) ومركبات عضوية متطايرة مثل البنزين والفورمالديهايد، والتي تزيد من خطر التهاب الشعب الهوائية المزمن. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التعرض لهذه المواد يرفع احتمالات الإصابة بالربو بنسبة 34% لدى النساء اللواتي يستخدمن البخور يوميًا.
تزداد الخطورة في المجتمعات العربية حيث تُعتبر عادة تبخير المنازل بالعود جزءًا من التقاليد اليومية. الدكتور خالد عبد الرحمن، أخصائي أمراض الصدر في الرياض، يحذر من أن الاستنشاق المتكرر يؤدي إلى تراكم السموم في الأنسجة الرئوية، مما يضعف وظائفها الوقائية ضد الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
اضطرابات هرمونية مرتبطة باستنشاق العود
كشفت أبحاث من جامعة الإمارات عام 2022 عن علاقة بين مركبات العود العطرية واختلال التوازن الهرموني عند النساء. المركبات الفينولية في دخان العود تحاكي عمل الإستروجين البشري، مما قد يتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة أعراض متلازمة تكيس المبايض. التجارب المخبرية على الفئران أظهرت انخفاضًا بنسبة 22% في إفراز البروجسترون بعد التعرض المكثف لمستخلصات العود.
البروفيسورة نورة الحسيني تشرح أن هذا التأثير الاستروجيني الزائف قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بأورام الثدي الحميدة، خاصة عند النساء اللواتي لديهن استعداد وراثي. كما لاحظت دراسة سعودية أن 68% من الحالات المسجلة لاضطرابات الغدة الدرقية كانت بين نساء يحرقن العود أكثر من 3 مرات أسبوعيًا.
مخاطر الحمل وتأثيرات العود على الأجنة
توصي الجمعية الملكية لطب الأمومة في الأردن بتجنب التعرض لدخان العود خلال فترة الحمل. تحليل عينات من المشيمة في مستشفى الملك عبد الله الجامعي أظهر وجود تركيزات من مادة السافرانال الكيميائية بنسبة تفوق المعدلات الآمنة بمرتين عند الأمهات اللواتي يستخدمن البخور بانتظام. هذه المادة قد تعبر الحاجز المشيمي وتؤثر على تطور الجهاز العصبي للجنين.
الدكتورة ليلى مراد تشير إلى حالات ولادة مبكرة مرتبطة بالاستخدام المكثف للعود في الأشهر الثلاثة الأولى. كما رصدت دراسة طولية لمدة 5 سنوات في الدوحة زيادة بنسبة 40% في تشوهات القلب الخلقية عند أطفال الأمهات اللواتي تعرضن لدخان العود يوميًا خلال الحمل.
تفاعلات العود مع الأدوية الهرمونية
اكتشف باحثون في جامعة الملك سعود أن مكونات العود قد تتداخل مع فعالية حبوب منع الحمل. مركب الأغاروفوران الموجود في العود يزيد من إنتاج إنزيمات الكبد CYP3A4 التي تقلل تركيب الهرمونات الصناعية في الدم بنسبة تصل إلى 18%، وفقًا لتجارب سريرية نُشرت في مجلة الصيدلة العربية عام 2021.
هذا التفاعل الدوائي يزيد من احتمالية الحمل غير المخطط له، كما يؤكد الصيدلي محمد العتيبي. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الخلط بين العود وأدوية الغدة الدرقية إلى تفاقم أعراض القلق والهبات الساخنة عند النساء في سن اليأس، حسب تقرير صادر عن جمعية الطب التكاملي في دبي.