اللون الطبيعي ودرجاته في تمييز عود كمبوديا الأصلي
chenxiang
1
2025-08-12 15:18:22

اللون الطبيعي ودرجاته في تمييز عود كمبوديا الأصلي
يتميز عود كمبوديا الأصلي بتنوع لوني فريد يعكس عمر الشجرة وتركيز الزيوت. تتراوح الألوان من البني الداكن إلى الأسود مع وجود خطوط ذهبية أو خضراء خفيفة في بعض العينات. وفقاً لدراسات خبراء العطور الآسيويين، يشير اللون الأسود الغامق إلى تركيز عالٍ من الراتنجات المتصلبة، بينما تدل الدرجات البنية الفاتحة على خشب أقل نضجاً. يجب الحذر من العينات ذات الألوان الموحدة بشكل مفرط، والتي غالباً ما تكون مُصبوغة صناعياً.
تستخدم المجاهر الضوئية في فحص البنية الداخلية للخشب، حيث تظهر التشققات الطبيعية المليئة بالراتنجات كخطوط متعرجة غير منتظمة. أما العود المزيف فيظهر تلوناً سطحياً دون عمق، مع غياب التدرجات اللونية الدقيقة التي تتشكل عبر عقود من التمعدن الطبيعي.
الرائحة: البصمة العطرية التي لا تُقلَّد
تعتبر الرائحة العطرية المعقدة أهم سمة تميز عود كمبوديا الحقيقي. عند تسخينه، ينبعث منه مزيج من الروائح الأرضية الحلوة مع لمسات عشبية وحمضية، تختلف تماماً عن الروائح الحادة أو الكيميائية في المنتجات المقلدة. يشير البروفيسور أحمد المرزوقي في كتابه "أسرار العود الشرقي" إلى أن العود الكمبودي يمتلك طبقات عطرية تظهر تدريجياً: تبدأ بنفحات عطرية خفيفة ثم تتعمق إلى عبق خشبي دافئ.
تجارب حرق العينات الصغيرة تكشف الجوهر الحقيقي. العود الأصلي ينتج رماداً ناعماً أبيض اللون، بينما تترك المواد الصناعية بقايا سوداء ذات رائحة كبريتية. هذا التفاعل الكيميائي الطبيعي يستحيل تكراره في المختبرات وفقاً لتقرير مركز أبحاث العطور في دبي (2022).
الكثافة وردود الفعل الصوتية
تؤكد القواعد التقليدية لفحص العود أن الكثافة العالية دليل على الجودة. عند وضع قطع صغيرة في الماء، تغوص العينات الأصلية بنسبة 70% على الأقل بسبب تشبعها بالراتنجات، بينما تطفو معظم المزيفات. كما يصدر العود الأصلي صوتاً مميزاً يشبه رنين الجرس الخافت عند طرق قطعته بلطف، نتيجة التكوين البلوري الداخلي للراتنجات المتصلبة.
أظهرت تجارب معملية أجرتها جامعة الملك خالد أن الاهتزازات الصوتية في العود الحقيقي تتراوح بين 120-150 هرتز، بينما تسجل المواد الصناعية ترددات أعلى تصل إلى 200 هرتز. هذه الخصائص الفيزيائية تشكل نظاماً متكاملاً للتمييز بين الطبيعي والمصنوع.
النمط البصري للعروق والنسيج الخشبي
يُظهر العود الكمبودي الأصلي أنماطاً عروقية تشبه الخرائط الجيولوجية، مع وجود مناطق داكنة ترمز إلى تراكم الراتنجات. تحت المجهر الإلكتروني، تظهر مسامات خشبية مغلقة تماماً بالمواد الصمغية، على عكس العينات المزيفة حيث تكون المسام مفتوحة ومليئة بمواد لاصقة صناعية.
وفقاً لفناني النقش التقليديين في كمبوديا، فإن العروق الطبيعية تتخذ أشكالاً عضوية متفرعة، بينما تُظهر المنتجات المقلدة خطوطاً مستقيمة صناعية. هذا الاختلاف الجوهري في البنية التشريحية للخشب يشكل دليلاً قاطعاً على الأصالة.