تشير دراسات منظمة الصحة العالمية إلى أن حرق البخور ينتج جسيمات دقيقة (PM2.5) تتجاوز الحدود الآمنة بمقدار 4 مرات. هذه الجسيمات تخترق الرئتين وتسبب التهابات مزمنة، خاصةً لدى مرضى الربو والحساسية. دراسة نُشرت في مجلة "Environmental Health Perspectives" عام 2021 أظهرت أن التعرض اليومي للبخور يزيد خطر التهاب الشعب الهوائية بنسبة 35%. المرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة يشهدون تدهورًا ملحوظًا في وظائف الرئة بعد استخدام متكرر للبخور. الدكتور خالد حسن، أستاذ أمراض الصدر بجامعة القاهرة، يؤكد أن الأدخنة تحتوي على مركبات كبريتية تتفاعل مع أغشية الخلايا الرئوية مسببة تلفًا تدريجيًا.

المواد المسرطنة الخفية

تحليل كيميائي أجرته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان كشف عن وجود البنزين والفورمالديهايد في أدخنة البخور، وهما مادتان مصنفتان ضمن المجموعة الأولى للمواد المسرطنة. عند الاحتراق بدرجات حرارة منخفضة (150-200°م)، تتحلل المركبات العضوية إلى نواتج سامة أكثر خطورة. دراسة طولية لمدة 15 عامًا في سنغافورة أظهرت أن النساء اللاتي يستخدمن البخور يوميًا يواجهن خطرًا أعلى بنسبة 42% للإصابة بسرطان الرئة. البروفيسور لي مينج تشاو يوضح أن التركيزات العالية للهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) في البيئات المغلقة تعادل تدخين 20 سيجارة يوميًا.

التأثير على صحة الأطفال

الأطفال تحت سن الخامسة أكثر عرضة للتأثيرات السلبية بسبب معدل التنفس السريع ونمو الرئتين غير المكتمل. تقرير منظمة اليونيسف 2022 يحذر من أن التعرض للبخور يقلل كفاءة الجهاز المناعي التنفسي بنسبة 28% عند الرضع. حالات التهاب الأذن الوسطى ارتفعت بنسبة 19% في الأسر التي تستخدم البخور بشكل مكثف. الدكتورة نوال عبد الرحيم، اختصاصية طب الأطفال بدبي، تلاحظ زيادة بنسبة 60% في زيارات الطوارئ بسبب نوبات الربو الحادة خلال المناسبات الدينية التي يكثر فيها استخدام البخور. تشير تحاليل الدم إلى ارتفاع مستويات الإنترلوكين 6 (IL-6) المؤيد للالتهابات عند الأطفال المعرضين للأدخنة العطرية.

خطر التسمم البطيء

المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) مثل الليمونين والبنزالدهايد تتفاعل مع الأوزون الداخلي مكونة جسيمات نانوية خطيرة. بحث من جامعة الملك سعود أظهر أن تركيز الفورفورال في الدم يصل إلى 3.8 ميكروجرام/لتر بعد 30 دقيقة من التعرض، وهو ما يعادل العاملين في مصانع البلاستيك. الجهاز العصبي المركزي يتأثر سلبًا بالتعرض المزمن، حيث تؤدي المواد العطرية إلى اضطراب النواقل العصبية. دراسة نرويجية عام 2023 ربطت بين الاستخدام اليومي للبخور وزيادة بنسبة 27% في حالات الصداع النصفي المزمن، مع انخفاض ملحوظ في درجات اختبارات الذاكرة العاملة.