الخصائص العطرية: الفروق بين خشب العود الفيتنامي والهايناني

يتميز خشب العود الفيتنامي بروائح عميقة ومعقدة، غالباً ما توصف بأنها مزيج من الحلويات الأرضية مع لمسات من الفواكه والبهارات. تشير دراسة أجراها معهد أبحاث العطور في هانوي (2021) إلى أن التركيز العالي لمركبات "السيسكويتربين" في العود الفيتنامي يساهم في نكهته الدائمة، والتي يمكن أن تستمر لساعات عند الاحتراق. في المقابل، يتمتع خشب الهاينان برائحة أنعم وأكثر عذوبة، مع حضور واضح لرائحة الزهور والخشب الطازج، وفقاً لتقرير من مركز تراث هاينان الثقافي (2020). من ناحية أخرى، يرى خبراء مثل الدكتور خالد السامرائي (خبير عطور شرقية) أن العود الهايناني يناسب الأجواء الروحانية بسبب نعومته، بينما يُفضل الفيتنامي في المناسبات الرسمية لقوته التعبيرية.

القيمة التاريخية والثقافية

ارتبط خشب العود الفيتنامي بالطبقات الأرستقراطية منذ عهد الإمبراطورية "لي"، حيث كان يُستخدم كهدية دبلوماسية بين الممالك الآسيوية. تُظهر المخطوطات التاريخية في متحف هو تشي منه أنَّ تجارة العود شكَّلت 30% من صادرات فيتنام خلال القرن الخامس عشر. أما خشب الهاينان، فيحمل رمزية خاصة في الثقافة الصينية كعنصر أساسي في طقوس التايويستية، حيث يُعتقد أن رائحته تساعد على توازن "تشي" (الطاقة الحيوية). تشير دراسة أجرتها جامعة هاينان (2019) إلى أن 70% من المعابد القديمة في المنطقة استخدمت هذا النوع في البخور الطقسي.

الندرة والتكلفة: مقارنة اقتصادية

بسبب الاستغلال المفرط خلال الحرب الفيتنامية، أصبح العود الفيتنامي من الأنواع المهددة، حيث تقلصت غاباته بنسبة 85% منذ 1975 وفقاً لمنظمة "غرين باسيفك". هذا الندرة ترفع سعره إلى نحو 50,000 دولار للكيلوغرام في الأسواق الدولية. في المقابل، يشهد العود الهايناني انتعاشاً ملحوظاً بفضل مشاريع إعادة التحريج الحكومية، مما خفض سعره إلى حوالي 30,000 دولار للكيلوغرام. مع ذلك، يحذر البروفيسور لي وين (خبير بيئة) من أن التغيرات المناخية قد تعيد إنتاجية هاينان إلى نقطة الخطر بحلول 2035.

التطبيقات الاستخدامية الحديثة

يُفضل العود الفيتنامي في صناعة العطور الفاخرة مثل علامة "أمورج" الفرنسية، التي تستخدمه كقلب عطري في مزيج "أوبيوم" الشهير. كما أنَّ لُبُّه الكثيف يجعله مثالياً للنحت الفني، وفقاً لفنانين مثل محمد العباسي. بينما يتفوق الهايناني في صناعة الزيوت العطرية العلاجية، حيث تحتوي زيوتهُ على نسبة 12% من مادة "الآغارول" المُسجلة كعلاج مساعد للقلق في الصين (دراسة من مستشفى بكين المركزي، 2022).