ألوان خشب العود الفيتنامي في حالتها الطبيعية

تتميز ألوان خشب العود الفيتنامي بتنوعها الاستثنائي، حيث تتراوح بين الدرجات الداكنة مثل البني الغامق والأسود المائل للرمادي، إلى الألوان الفاتحة كالذهبي والعسلي. يعود هذا التباين إلى عوامل بيئية مثل نوع التربة والمناخ وتركيز الزيوت العطرية في الأخشاب. تشير الدراسات التي أجراها الباحث أحمد النجار (2021) إلى أن الأشجار التي تنمو في المناطق الجبلية الرطبة تنتج أخشابًا داكنة اللون بسبب ارتفاع نسبة الراتنجات. من ناحية أخرى، تُظهر العينات المأخوذة من غابات فيتنام الوسطى ألوانًا مائلة للخضرة نتيجة تفاعلات كيميائية بين الزيوت والمعادن في التربة. وتجدر الإشارة إلى أن اللون الأسود النادر يُعتبر مؤشرًا على جودة عالية، حيث يحتوي على أكثر من 80% من المواد الراتنجية وفقًا لتحاليل معهد العطور في دبي (2022).

تأثير المعالجة على التلوين

تخضع أغلب قطع العود الفيتنامي لعمليات معالجة حرارية وكيميائية تغير من لونها الطبيعي. عملية التفحيم (التعرض لحرارة مرتفعة) تعطي الخشب لونًا بنيًا غامقًا مع بريق معدني، بينما يؤدي استخدام الزيوت النباتية في التلميع إلى ظهور درجات كهرمانية دافئة. يذكر الخبير علي عبد الرحمن في كتابه "أسرار العود الآسيوي" (2020) أن بعض التجار يستخدمون صبغات طبيعية مثل حناء الشجر لإضفاء لون أحمر داكن. ومع ذلك، يحذر خبراء مثل الدكتورة لمياء الخليفة من جامعة الملك عبد العزيز (2023) من أن التلوين الصناعي المفرط قد يخفي عيوب الخشب ويقلل من قيمته العطرية. تُظهر الفحوصات المجهرية أن القطع الأصلية تحتفظ بتدرجات لونية طبيعية حتى بعد المعالجة، بينما تظهر المزيفة ألوانًا مسطحة بدون تفاصيل.

العلاقة بين اللون والجودة العطرية

يشكل لون الخشب مؤشرًا مهمًا لمحتواه من الزيوت الأساسية. البيانات الصادرة عن مختبرات فرنسا للعطور (2023) توضح أن العينات ذات اللون البني المحمر تحتوي على تركيز أعلى من مركب "الآغاروود" مقارنة بالقطع الصفراء. كما أن البقع السوداء المتفرقة التي تشبه النجوم تُعتبر سمة مميزة لأجود الأنواع، حيث تُشكلها تبلورات الراتنج وفقًا لدراسة د. عمر الفاروق في مجلة الكيمياء العضوية. من الجدير بالذكر أن اللون الأبيض المائل للرمادي يشير عادةً إلى أخشاب حديثة التكوين تحتوي على أقل من 20% من المواد الفعالة، بينما تُظهر القطع القديمة التي تعرضت لعوامل التعرية الطبيعية تلوينًا أعمق وأكثر تعقيدًا. هذا التناقض في الألوان يساعد الهواة على التمييز بين الأعمار المختلفة للأخشاب قبل الشراء.