هل ارتداء سوار العود مفيد حقًا للجسم؟
chenxiang
7
2025-07-10 07:41:23

هل ارتداء سوار العود مفيد حقًا للجسم؟
منذ قرون، ارتبطت رائحة العود الفاخرة بالثقافات العربية والآسيوية، ليس فقط لجمالها العطري بل لاعتقادات واسعة بفوائدها الصحية. لكن هل تحمل أساور العود التي انتشرت حديثًا في الأسواق فوائد حقيقية للجسم؟ دعنا نستكشف الإجابة من خلال تحليل علمي وثقافي.
التأثير النفسي والاسترخاء
تشير دراسات عديدة إلى أن الروائح الطبيعية مثل العود تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي. ففي بحث نُشر عام 2019 في "مجلة الطب التكميلي"، أظهرت عينات من الزيوت العطرية للعود قدرتها على خفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) بنسبة تصل إلى 28% لدى المشاركين بعد استنشاقها لمدة 15 دقيقة.
عند ارتداء السوار، تطلق حبات العود كميات ضئيلة من الزيوت العطرية عبر التلامس مع الحرارة الطبيعية للجلد، مما قد يساهم في تأثير مماثل. كما يُذكر أن الطب العربي القديم استخدم العود في علاج الأرق، حيث كان يُنصح بوضعه قرب الوسادة لتحسين النوم.
الخصائص المضادة للالتهابات
تحتوي خشب العود على مركبات مثل "السيسكويتربين" المعروفة بقدرتها على مكافحة الالتهابات. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2020، أظهرت مستخلصات العود فعالية في تقليل تورم المفاصل بنسبة 40% في تجارب على الحيوانات.
لكن العلماء يحذرون من أن تركيز هذه المركبات في الأساور قد لا يكون كافيًا للتأثير المباشر على التهاب المفاصل المزمن. ومع ذلك، يشير البعض إلى أن التلامس المستمر للجلد مع العود قد يحفز نقاطًا علاجية حسب مبادئ الطب الصيني التقليدي.
بين الاعتقاد الثقافي والحقيقة العلمية
في التراث الإسلامي، يُعتبر العود من "طيور الجنة"، وقد ورد ذكره في أحاديث نبوية كرمز للرفاهية. هذا البعد الروحي يعزز تأثير الدواء الوهمي (Placebo Effect) حيث يشعر المستخدمون بالراحة النفسية لمجرد اعتقادهم بقدسية المادة.
من ناحية أخرى، يحذر خبراء من جمعيات حماية المستهلك في دول الخليج من الأساور المقلدة التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تسبب حساسية الجلد. لذا، ينصح بشراء العود من مصادر موثوقة والتحقق من نقاوته قبل ارتدائه لفترات طويلة.
ختامًا، بينما تبقى الفوائد المباشرة لأساور العود محل جدل علمي، إلا أن تأثيرها النفسي الإيجابي وحضورها الثقافي يجعلانها خيارًا ذا قيمة لمن يبحثون عن توازن بين الجسد والروح.