مقدمة: عندما تتعرض حبات عقد الورد (العود) للماء، قد تلاحظ ظهور بقع بيضاء أو تغير في اللون، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة. يعتبر العود من المواد الثمينة في الثقافة العربية، لذا فإن فهم تفاعله مع العوامل الخارجية مثل الماء أمر بالغ الأهمية للحفاظ على جودته.

التركيبة الطبيعية للعود وتفاعلها مع الماء

يتكون العود من زيوت عطرية ومركبات عضوية معقدة تنتج عن تفاعل الشجرة مع العفن. عند تعرضه للماء، خاصة لفترات طويلة، تذوب بعض هذه المركبات، مما يؤدي إلى تكوين طبقة رقيقة على السطح. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث المواد العطرية (2021)، فإن الماء يعمل كمذيب جزئي للزيوت، مما يغير الانعكاس الضوئي للطبقة الخارجية ويجعلها تبدو باهتة أو بيضاء. 此外، تحتوي حبات العود على مسامات دقيقة تمتص الرطوبة. عندما تتعرض للماء، تتسرب الرطوبة إلى الداخل، مما يسبب تمدد الألياف الخشبية وانزياح الصبغات الطبيعية. هذه العملية تؤدي إلى ظهور تشققات مجهرية تعكس الضوء بشكل مختلف، مما يعزز الإحساس باللون الأبيض.

عوامل صناعية وتأثيرها على اللون

كثيرًا ما تُعالج حبات العود بمواد كيميائية خلال التصنيع لتحسين مظهرها أو رائحتها. عند ملامسة الماء، تتفاعل هذه المواد (مثل المواد الحافظة أو الملونات) مع الرطوبة، مما يؤدي إلى أكسدة سريعة. على سبيل المثال، أشار الخبير أحمد السديري في مقالته عن صناعة العود (2022) إلى أن استخدام مادة "الكربون المنشط" في التنقية قد يسبب تفاعلات غير متوقعة مع الماء. كما أن بعض التقنيات الحديثة مثل التلميع بالشمع أو الزيوت الصناعية تُضعف مقاومة السطح للماء. عندما يُزال هذا الطلاء الواقي، يصبح الخشب الخام عرضة للتأثر بالرطوبة، مما يسرع عملية التبييض. لذلك، ينصح الخبراء باختيار العود الخام غير المعالج كيميائيًا للحفاظ على خصائصه الأصلية. خاتمة: تعتبر ظاهرة ابيضاض العود عند التعرض للماء نتيجة طبيعية لتفاعل مكوناته العضوية مع الرطوبة، إلى جانب تأثير العوامل الصناعية. للحفاظ على جمالية القطعة، يُفضل تجنب تعريضها للماء المباشر، وتنظيفها بقطعة قماش جافة، وتخزينها في بيئة معتدلة الرطوبة. تبقى العناية الصحيحة مفتاحًا لإطالة عمر هذه التحفة الثقافية التي تجمع بين الروحانيات والجمال المادي.