التقاليد الثقافية وارتداء سبحة العود

في العديد من الثقافات، يُعتقد أن اليد اليسرى مرتبطة بالطاقة "المستقبلة"، بينما اليمنى ترتبط بالطاقة "النابذة". وفقًا للمعتقدات الشعبية في بعض المجتمعات العربية، يُنصح بارتداء سبحة العود على اليد اليسرى لتعزيز امتصاص طاقتها الروحية والشفائية. تشير دراسات في التراث العربي إلى أن وضع الحجارة أو المواد العطرية على الجانب الأيسر يساعد في توازن طاقة الجسم، استنادًا إلى مفاهيم قديمة عن تدفق "القوى الحيوية". مع ذلك، تختلف التقاليد بين المناطق. ففي دول الخليج، يُفضل أحيانًا ارتداء الإكسسوارات ذات الطابع الديني على اليمين، بينما تُخصص اليسار للأغراض اليومية. هذا التنوع يعكس غنى التقاليد العربية ويترك المساحة للتفضيل الشخصي.

الجوانب الصحية والوظيفية

من الناحية العملية، قد تؤثر طبيعة العمل اليومي على الاختيار. بالنسبة لمعظم النساء (حسب الإحصاءات) اللواتي يستخدمن اليد اليمنى بشكل أساسي، قد يكون ارتداء السبحة على اليسار أكثر حماية لها من التلف المتكرر. أظهرت دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2022 أن 68% من الإكسسوارات الخشبية تتلف بسرعة أكبر عند ارتدائها على اليد المسيطرة. من الناحية الصحية، يُشير خبراء العلاج بالروائح إلى أن حرارة المعصم الأيسر تساعد في نشر رائحة العود بشكل متوازن، بسبب قرب الشرايين الرئيسية من سطح الجلد. هذا التفسير العلمي يدمج بين الحكمة التقليدية والمعرفة الطبية الحديثة، مما يعطي خيارًا مدعومًا بالأدلة.

البعد النفسي والاجتماعي

في علم النفس الاجتماعي، يعتبر ارتداء الإكسسوارات على جهة محددة شكلًا من أشكال التعبير عن الهوية. بعض النساء يخترن اليد اليسرى لإبراز السبحة أثناء المصافحة باليمين، مما يخلق انطباعًا بالأناقة غير المباشرة. وفقًا لاستطلاع أجرته مجلة "سيدتي" في 2023، 54% من المشاركات يرين أن الإكسسوارات على اليسار تبدو أكثر غموضًا وجاذبية. من ناحية أخرى، قد يعكس الاختيار حالة نفسية عميقة. تشرح الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية علم النفس الثقافي، أن "الاعتياد على جهة معينة يعكس أحيانًا الرغبة في الحفاظ على الذكريات المرتبطة بالشيء، حيث تربط العقل الباطن بين المكان الجسدي والتجارب العاطفية".

التناغم مع الأزياء والمناسبات

في عالم الموضة، يُحدد اختيار اليد أحيانًا حسب التصميم العام. السبحة الكبيرة الحجم قد تتناسب بشكل أفضل مع اليد الأقل استخدامًا لتجنب التعثر. تشير مصممة الإكسسوارات نوال الخالد إلى أن "توازن الشكل البصري يتطلب مراعاة حجم الإكسسوار بالنسبة لمساحة المعصم، وحركة اليد خلال اليوم". للمناسبات الرسمية، يُفضل عادةً ارتداء الإكسسوارات الثمينة على اليمين وفق بروتوكولات الاتيكيت العربية، بينما تُحفظ اليسار للقطع ذات الدلالات الشخصية. هذا التقسيم يسمح بدمج الوظيفة الروحية للعود مع المتطلبات الاجتماعية دون تعارض.