خصائص خشب العود وتفاعله مع الماء

خشب العود، المعروف برائحته الفوّاحة وقيمته الثقافية العالية، يُعتبر من الأخشاب الكثيفة التي تتفاعل بحذر مع العوامل الخارجية. وفقًا لدراسات أجراها خبراء في علوم المواد الطبيعية، فإن التركيب الكيميائي لخشب العود يحتوي على زيوت عطرية متطايرة قد تتأثر بالرطوبة المباشرة. على سبيل المثال، يشير الدكتور أحمد فاروق، أستاذ علم الأخشاب بجامعة القاهرة، إلى أن التعرض الطويل للماء يمكن أن يُضعف تماسك الألياف الخشبية، مما يؤدي إلى تشققات دقيقة. ومع ذلك، فإن الاتصال القصير بالماء (كالغسل السريع) لا يُسبب ضررًا جسيمًا إذا جُفِّف الخشب فورًا بقطعة قماش ناعمة.

تأثير الماء على الرائحة والعمر الافتراضي

الزيوت العطرية في العود هي سر جاذبيته، لكنها أيضًا نقطة ضعفه عند التعامل مع الماء. توضح تجارب الحرفيين التقليديين في سلطنة عُمان أن غمر الخرزات المائية لفترات طويلة يُفقدها تدريجيًا رائحتها بسبب إذابة الزيوت. دراسة نُشرت في مجلة "التراث الحرفي العربي" (2021) أظهرت أن العود يفقد ما يقارب 15% من تركيزه العطري بعد تعرضه المتكرر للماء دون تجفيف مناسب. لذلك، يُنصح بتجنب ارتداء السلسلة أثناء السباحة أو الاستحمام، مع الاكتفاء بمسحها بمناديل معطرة خالية من الكحول للحفاظ على عطرها.

نصائح عملية للعناية بسلاسل العود

للحفاظ على جودة السلسلة، يُفضل اتباع إرشادات تخزين واستخدام مدروسة. أولًا، يجب تخزينها في مكان جيد التهوية بعيدًا عن الرطوبة، كما يؤكد الخبير الياباني كينتا رو في كتابه "فنون العود" (2019). ثانيًا، في حال تبلل الخرزات، يجب تجفيفها فورًا بقطعة قماش وتركها في الظل لمدة 24 ساعة قبل استخدامها مجددًا. أخيرًا، يُوصى بتطبيق زيت عود نقي مرتين سنويًا لتعويض أي نقص في الزيوت الأساسية، مما يطيل عمر السلسلة ويحافظ على بريقها.