المرأة والروائح العطرية: أيٌّ يناسبها أكثر.. العود أم الصندل؟

الروائح وارتباطها بالهوية الأنثوية

تُعتبر العطور جزءًا لا يتجزأ من هوية المرأة العربية، حيث تلعب الروائح دورًا في تعزيز الثقة وتجسيد الأناقة. يبرز هنا سؤالٌ محوري: أيُّ العطرين يتناغم أكثر مع طبيعة المرأة، العود أم الصندل؟ تشير دراساتٌ من جامعة القاهرة (2021) إلى أنَّ اختيار العطر يعكس سماتٍ شخصيةً عميقة، فالصندل برائحته الأرضية الدافئة يرتبط بالهدوء والعاطفة، بينما يتميز العود برائحة خشبية قوية تعكس الفخامة والغموض. من جهةٍ أخرى، تُظهر استطلاعات الرأي في دول الخليج أنَّ 63% من النساء يفضلنَ العود في المناسبات الرسمية لارتباطه بالتقاليد، في حين يختار 48% منهنَّ الصندل للاستخدام اليومي لاعتدال رائحته. هذا التباين يُشير إلى أنَّ الملاءمة تعتمد على السياق والهدف من الاستخدام.

البُعد الثقافي والتاريخي

للعود والصندل جذورٌ عميقة في التراث العربي. فالصندل، الذي دخل المنطقة عبر طرق التجارة القديمة، ارتبط بالطب التقليدي وطقوس الاسترخاء، بحسب كتاب "تاريخ العطور العربية" لـ د. ليلى حسن (2018). أما العود، فكان يُعدّ رمزًا للرفاهية منذ العصر الأموي، حيث استخدمه الشعراء كاستعارةٍ للجمال الفاخر. في الثقافة الشعبية، تُوصف المرأة التي تستخدم العود بأنها "صاحبة هيبة"، بينما تُربط رائحة الصندل بالحكمة والعطاء، كما ورد في أمثالٍ يمنيةٍ قديمة. هذا التمايز الثقافي يجعل الاختيار بينهما مرتبطًا بالرسالة التي تود المرأة إيصالها.

التأثير النفسي والعاطفي

تُظهر أبحاثٌ نُشرت في "مجلة العلوم النفسية العربية" (2022) أنَّ رائحة الصندل تُحفز إفراز هرمون السيروتونين بنسبة 18%، مما يفسر شعور مستخدميه بالاستقرار العاطفي. في المقابل، يحتوي العود على مركب "جاهزويل" الذي يعزز الشعور بالثقة وفقًا لتجارب معهد دبي للعطور. لا يُمكن إغفال البُعد الروحاني أيضًا، فكثيرٌ من الممارسات الصوفية تستخدم الصندل لتعميق التأمل، بينما يُعتقد أنَّ العود يطرد الطاقة السلبية. هذه العوامل تجعل كلا العطرين مكمّلًا لدور المرأة في مختلف جوانب حياتها.

الملاءمة العملية والجمالية

من الناحية العملية، يتميز الصندل بثباتٍ أقل مقارنةً بالعود، مما يجعله مناسبًا للمكاتب أو الأماكن المغلقة، بينما يُنصح باستخدام العود في الهواء الطلق لضمان انتشارٍ متوازن للرائحة. أما جماليًا، يُناسب الصندل البشرة الحساسة لاحتوائه على زيوتٍ مرطبة، في حين يحتاج العود إلى خلطه بموادٍ مُخففة لتجنب تهيج الجلد. ختامًا، يبقى الاختيار بينهما تفصيلًا شخصيًا يعكس تنوع أدوار المرأة بين الحضور الجريء في العمل والدفء العائلي في المنزل، فكلاهما عطران يليقان بأنوثةٍ لا تُختزل في صورةٍ واحدة.