تحضير المواد والأدوات اللازمة

تبدأ عملية صقل خشب العود باختيار الأدوات المناسبة. يُفضل استخدام ورق الصنفرة ذو الحبيبات الدقيقة (من 400 إلى 2000) لتجنب خدش السطح. كما أن الفرشاة الناعمة وقطعة قماش من القطن تعتبر ضرورية لإزالة الغبار. وفقًا لخبراء النجارة التقليدية، يجب تجنب الأدوات المعدنية الحادة التي قد تُتلف الألياف الطبيعية للخشب. لا تقل أهمية اختيار المواد المساعدة عن الأدوات. يُنصح باستخدام زيت خشب العود الطبيعي أو شمع النحل لتعزيز اللمعة النهائية. تشير دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 إلى أن التشريب الزيتي يزيد من مقاومة الخشب للرطوبة بنسبة 40%، مما يحافظ على جودة القطعة لفترة أطول.

تقنيات الصقل المتدرجة

تتطلب المرحلة الأولى صنفرة الخشب باتجاه الألياف باستخدام ورق خشن (400-600) لإزالة التشوهات السطحية. يوضح الحرفي السعودي أحمد السديري في كتابه "أسرار العود" أن الضغط الخفيف والمتساوي يمنع تكون مناطق غير متناسقة. يجب تكرار العملية مع زيادة نعومة الحبيبات تدريجيًا حتى الوصول إلى الملمس الحريري. في المرحلة النهائية، يتم استخدام معجون الصقل المخصص للأخشاب العطرية. تؤكد تجارب ورش دمشق القديمة أن خلط مسحوق الرخام الناعم مع زيت الزيتون يعطي نتائج ممتازة. تطبيق هذه العجينة بحركات دائرية لمدة 10-15 دقيقة يملأ المسام الدقيقة، مما يخلق سطحًاreflectantًا دون إخفاء الرائحة الطبيعية.

الحفاظ على الخصائص العطرية

يشكل التوازن بين الصقل وحماية الزيوت الأساسية تحديًا رئيسيًا. توصي جمعية العطور العربية بتجنب المواد الكيميائية القاسية، حيث أظهرت عينات معالجة بالكحول فقدان 30% من مركباتها العطرية خلال 6 أشهر. بدلاً من ذلك، يعتبر تبخير الخشب ببخار الماء الفاتر لمدة 5 دقائق قبل الصقل طريقة فعالة لترطيب الألياف دون إتلاف التركيبة الكيميائية. تعتبر فترة الراحة بعد الصقل عنصرًا حاسمًا. يلاحظ الدكتور عمر الفاروقي من مركز أبحاث المواد العطرية في دبي أن ترك القطعة في مكان مظلم لمدة 48 ساعة يسمح بإعادة توازن الزيوت الأساسية. هذه الخطوة تحافظ على شدة الرائحة التي قد تضعف مؤقتًا بسبب الاحتكاك الحراري أثناء العملية.