تأثير المنشأ وجودة العود على أسعار الجملة

تعتبر المناطق الجغرافية عاملاً حاسماً في تحديد أسعار خشب العود بالجملة. فأنواع العود الفيتنامي والكمبودي تحتل مرتبة متقدمة بسبب كثافة رائحتها وعمرها الطويل، حيث تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2023) إلى أن أسعار العود الفيتنامي تتراوح بين 1500 إلى 7000 دولار للكيلوغرام وفقاً لمستوى التقطير. بينما تقدم أنواع إندونيسيا وفلبين خيارات اقتصادية أكثر تبدأ من 300 دولار، مما يجعلها مناسبة للسوق الجماعي. لا يمكن تجاهل دور تقنيات التصنيف الحديثة في تعزيز الشفافية. فمعايير مثل لون اللب ونسبة الزيوت العطرية تُقاس بأجهزة تحليل طيفي، وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية للعود (2022)، مما يقلل من التباين في التقييمات بين المشترين والبائعين.

العوامل الاقتصادية وتقلبات السوق العالمية

تشهد أسواق العود الخام تحولات جذرية بسبب التغيرات في السياسات الجمركية. فرسوم الاستيراد الجديدة في دول مجلس التعاون الخليجي (2024) أدت إلى ارتفاع متوسط الأسعار بنسبة 18%، وفقاً لبيانات غرفة تجارة دبي. في المقابل، شجعت الإعفاءات الضريبية في ماليزيا على تدفق كميات أكبر بأسعار تنافسية. تلعب المضاربة دوراً مزدوجاً في هذا القطاع. فمن ناحية، يساهم المستثمرون في استقرار المخزون الاستراتيجي، كما يذكر الخبير الاقتصادي د. خالد السعيدي في كتابه "اقتصاديات العود" (2023). لكن من ناحية أخرى، تشير تقارير مصرف قطر المركزي إلى أن 40% من التقلبات الشهرية تعزى لحركة المضاربة قصيرة الأجل. العلاقة التبادلية بين قطاعي التجزئة والجملة تستحق الملاحظة. فازدهار سوق العطور الفاخرة في أوروبا (نمو 27% خلال 2023 حسب بيانات Euromonitor) خلق ضغطاً تصاعدياً على أسعار المواد الخام، بينما ساهمت الابتكارات في تقنيات الاستخراج في خفض تكاليف الإنتاج بنسبة 12% وفقاً لمجلة "كيمياء العطور" العلمية.