اكتشاف أسرار الطبيعة الخلابة في رحلة لا تُنسى
chenxiang
2
2025-08-05 08:56:43

اللون والملمس: العلامات الأولى للتمييز
تعتبر مراقبة اللون والملمس من أبرز الطرق لتمييز حبات العود الأصلية من المزيفة. يتميز العود الطبيعي بتنوع لوني غير منتظم، حيث تتراوح درجات الألوان بين البني الفاتح والغامق مع وجود خطوط طبيعية تشبه الأشجار. أما المزيف فيظهر ألوانًا موحدة غالبًا مع سطح أملس لا يعكس التعقيد الطبيعي. وفقًا لخبراء المجوهرات التقليدية، فإن العود الحقيقي يحتوي على تشققات دقيقة تظهر مع مرور الوقت بسبب تفاعله مع الزيوت الطبيعية في الجلد، بينما تبقى الحبات المقلدة متماسكة دون تغيير.
اختبار الرائحة: مفتاح التمييز الحاسم
رائحة العود هي العامل الأكثر دقة للتعرف على أصالته. عند فرك الحبات بلطف، تُطلق العود الأصلي رائحة عميقة ذات طبقات عطرية متدرجة بين الحلو والمر، وتستمر لساعات. في المقابل، تفقد الحبات المزيفة رائحتها بسرعة أو تنبعث منها روائح كيميائية حادة. تشير دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز عام 2020 إلى أن العود الطبيعي يحتوي على أكثر من 150 مركبًا عطريًا، مما يخلق تفاعلًا فريدًا مع حرارة الجسم. عند حرق طرف الخيط، يُنتج العود الحقيقي دخانًا أبيض متصاعدًا برائحة مميزة، بينما ينبعث من المزيف دخان أسود برائحة شبيهة بالمطاط المحترق.
الكثافة واختبار الطفو
تتميز حبات العود الأصلية بكثافة أقل مقارنة بالبدائل الصناعية. عند وضع الخرز في ماء فاتر، يطفو العود الحقيقي جزئيًا بينما تغرق معظم المواد المقلدة بالكامل. هذا يرجع إلى وجود الزيوت الأساسية التي تقلل من الكثافة الإجمالية. ومع ذلك، ينبه خبراء من معهد الفنون الإسلامية في القاهرة إلى أن بعض المزورين يخلطون مواد خفيفة الوزن مع راتنجات صناعية، مما يتطلب دمج هذا الاختبار مع وسائل أخرى للتأكد.
السعر والمصدر: مؤشرات غير مباشرة
يعكس سعر العود جودته بشكل كبير، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من العود الطبيعي عشرات السنين من التماسك الراتنجي في أشجار "الأكويلاريا". الأسعار المنخفضة بشكل غير معتاد تشير غالبًا إلى غش. تؤكد جمعية الحرفيين في دبي أن الشراء من تجار معتمدين بحوثات مختومة يقلل المخاطر بنسبة 80%. تشمل الوثائق المهمة شهادات المنشأ التي تحدد نوع الشجرة والمنطقة الجغرافية، مثل عود "كلامانتان" الإندونيسي أو "هوينغ" الفيتنامي.
الفحص الاحترافي: ضمانة أخيرة
عند الشك، يوصى باللجوء إلى مختبرات الجواهريات المتخصصة. تستخدم هذه المراكز تقنيات مثل الفحص المجهري للكشف عن البنية الخلوية الفريدة للعود، أو التحليل الكيميائي للكشف عن المركبات العضوية المميزة. تقدم متاحف مثل متحف اللوفر أبوظبي خدمات استشارية للمقتنيات الثمينة، حيث يتم مقارنة العينات مع قواعد البيانات العالمية للروائح النادرة. تذكر أن الغش التجاري في هذا المجال يخضع لعقوبات مشددة في دول الخليج، مما يدعم أهمية الشراء عبر القنوات الرسمية.