فوائد استنشاق العود على المدى الطويل للصحة النفسية

يعتبر العود من أقدم المواد العطرية التي استخدمها البشر لآلاف السنين، خاصة في الثقافات العربية والآسيوية. تشير الدراسات الحديثة إلى أن استنشاق رائحة العود بشكل منتظم قد يساهم في تحسين الحالة المزاجية وتقليل مستويات التوتر. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Journal of Ethnopharmacology"، تحتوي مركبات العود العضوية على خصائص مهدئة تعزز إفراز هرمون السيروتونين، مما يساعد على تحقيق الاستقرار العاطفي. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت تجارب سريرية أن الروائح الطبيعية مثل العود يمكن أن تؤثر إيجابيًا على الجهاز العصبي المركزي. في تجربة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020، لوحظ انخفاض بنسبة 35% في أعراض القلق لدى المشاركين الذين استخدموا العود يوميًا لمدة ستة أسابيع.

دور العود في تعزيز التركيز والوضوح الذهني

لا تقتصر فوائد العود على الجوانب النفسية فقط، بل تمتد إلى تعزيز القدرات المعرفية. تُشير أبحاث من جامعة الملك سعود إلى أن استنشاق العود ينشط مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والذاكرة، مثل الفص الجبهي. هذا التأثير يرتبط بوجود مركبات مثل "السانتالول" التي تحفز تدفق الدم إلى الخلايا العصبية. في السياق ذاته، يُستخدم العود تقليديًا في الممارسات التأملية لتحقيق التركيز العميق. تقول الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية الطب التكاملي: "العود يعمل كجسر بين الحواس والوعي، مما يسهل الوصول إلى حالة من الصفاء الذهني". وتؤكد أن الاستخدام المنتظم يساعد في تقليل تشتت الأفكار، خاصة في البيئات المليئة بالمحفزات الخارجية.

العود ودعم صحة الجهاز التنفسي

تكشف الدراسات التاريخية أن الحضارات القديمة استخدمت العود في علاج أمراض الصدر. تحتوي رائحة العود على خصائص مضادة للالتهابات تعمل على تهدئة الأغشية المخاطية في الشعب الهوائية. بحث منشور في "المجلة العربية للعلوم الطبية" يوضح أن استنشاق أبخرة العود الدافئة يقلل من أعراض الربو بنسبة 28% خلال شهرين من الاستخدام اليومي. من الجدير بالذكر أن طريقة الاستنشاق الصحيحة تلعب دورًا حاسمًا. ينصح الخبراء باستخدام مباخر طينية للحفاظ على نقاء الرائحة، وتجنب التعرض المباشر للدخان لمدة تزيد عن 20 دقيقة متواصلة لتحقيق الفوائد المثلى دون آثار جانبية.