كيفية الحفاظ على عقدة العود والعناية بها

تعتبر عقد العود من القطع الفاخرة التي تحمل قيمة روحية وجمالية عالية في الثقافة العربية. نظرًا لندرتها وتكلفتها المرتفعة، يتطلب الحفاظ عليها اتباع إرشادات دقيقة لضمان بقائها بحالة ممتازة لأطول فترة ممكنة. سواء كنت مبتدئًا أو خبيرًا في جمع التحف، فإن فهم أساسيات العناية بهذه القطعة سيساعدك على الاستمتاع برائحتها الفريدة ومظهرها الأنيق لسنوات.

تجنب التعرض للعوامل البيئية القاسية

الخشب العطري حساس للتغيرات المفاجئة في الرطوبة ودرجة الحرارة. يؤدي تعريض العقدة لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة إلى جفاف الزيوت الطبيعية في الخشب، مما يفقدها رائحتها المميزة ويسبب تشقق السطح. ينصح بتخزينها في مكان معتدل الظل مع استخدام صندوق خشبي مبطّن بقطعة قماش ناعمة للحماية. كما أن الرطوبة العالية تسبب انتفاخ الخشب وتشوه شكله. إذا تعرضت العقدة للبلل عن طريق الخطأ، يجب تجفيفها فورًا بقطعة قماش جافة وتركها في تهوية جيدة دون استخدام مصادر حرارة صناعية مثل مجففات الهواء. تشير دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 إلى أن الحفاظ على نسبة رطوبة بين 40-60% يعد مثاليًا للحفاظ على خصائص العود.

تنظيف العقدة بطرق آمنة

يجب تجنب استخدام المواد الكيميائية أو المنظفات القاسية التي تدمر التركيبة العطرية للعود. يكفي مسح السطح بلطف بقطعة قماش ميكروفايبر جافة لإزالة الغبار اليومي. بالنسبة للبقع العنيدة، يمكن استخدام قطعة قطن مبللة بقليل من زيت الزيتون النقي، ثم تجفيفها مباشرة لمنع تراكم الرواسب. ينصح الخبراء في متحف الفنون الإسلامية بالقاهرة بتنظيف العقدة مرة شهريًا باستخدام بخار الماء البارد عن طريق تعريضها له لمدة 3 ثوانٍ فقط، ثم تنشيفها فورًا. هذه الطريقة تساعد على إزالة الشوائب العميقة دون إتلاف النسيج الخشبي. تذكر دائمًا أن الإفراط في التنظيف يقلل من عمر القطعة.

صيانة دورية باستخدام الزيوت الطبيعية

لتحفيز إطلاق الرائحة العطرية، افرك العقدة برفق بين يديك لمدة دقيقتين يوميًا. حرارة الجسم الطبيعية تعمل على تنشيط الزيوت المخزنة في مسام الخشب. يمكن أيضًا استخدام زيت جوز الهند العضوي مرة كل شهرين عن طريق تطبيق طبقة رقيقة بفرشاة ناعمة، ثم تركها تمتص لمدة 10 دقائق قبل إزالة الفائض. وفقًا لتجارب الحرفيين في سلطنة عُمان، فإن خلطة من زيت اللوز وعصير الليمون الطبيعي (بنسبة 3:1) تساعد على تجديد لمعان العود وإصلاح الخدوش السطحية البسيطة. ومع ذلك، يجب اختبار أي مادة جديدة على منطقة صغيرة غير ظاهرة قبل التطبيق الكامل. الالتزام بهذه الإرشادات البسيطة يحوّل العناية بالعود من مهمة روتينية إلى طقس يومي يعزز الاتصال الروحي مع هذه التحفة الطبيعية. كلما تعمقت في فهم خصائص المادة، استطعت تطوير أساليب شخصية تناسب نمط حياتك مع الحفاظ على الجوهر الأصلي للقطعة.