<ح2>ما هي العوامل المؤثرة في سعر العود لكل غرام؟ يعتمد سعر العود لكل غرام على عدة عوامل رئيسية، أهمها جودة الخشب ومصدره. تُعتَدُّ أنواع العود الآسيوية، مثل تلك القادمة من فيتنام أو كمبوديا، من الأغلى عالمياً بسبب ندرتها وجودة رائحتها المميزة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي، فإنَّ العود الطبيعي الذي يتشكل عبر سنوات من الإصابة الفطرية داخل الشجرة قد يصل سعره إلى 500 دولار للغرام الواحد. أما العود الصناعي أو المُعَالج كيميائياً، فلا يتجاوز سعره بضعة دولارات، مما يبرز الفارق الهائل بين الأنواع. عامل آخر يؤثر على السعر هو نسبة الزيت العطري داخل الخشب. كلما زادت نسبة "الراتينج" أو المادة الصمغية، ارتفعت القيمة. يُقاس هذا العامل عبر اختبارات خاصة تُجرى في مختبرات متخصصة، حيث تُصنَّف العينات إلى درجات مثل "الفاخر" أو "المتوسط". يشير الخبير الاقتصادي عبد الله المرزوقي إلى أنَّ ارتفاع الطلب في الأسواق الخليجية خلال المناسبات الدينية يرفع الأسعار بنسبة 20-30%، مما يجعل التوقيت عاملاً حاسماً في الشراء. <ح2>كيف تختلف الأسعار حسب المناطق الجغرافية؟ تختلف أسعار العود بشكل ملحوظ بين الدول بسبب العوامل اللوجستية والضرائب. في دول الخليج مثل الإمارات والسعودية، تتراوح الأسعار بين 200 إلى 1000 دولار للغرام، وفقاً لنوعية المنتج. بينما في جنوب شرق آسيا، يمكن الحصول على نفس النوعية بأسعار أقل بنسبة 15-25% بسبب قربها من مصادر الإنتاج. في المقابل، تواجه أوروبا وأمريكا الشمالية ارتفاعاً إضافياً في الأسعار بسبب تكاليف الاستيراد والرسوم الجمركية. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية 2023، فإنَّ سعر العود الفيتنامي في فرنسا يصل إلى ضعف سعره في هانوي. هذا التفاوت يجعل العديد من المشترين يلجؤون إلى الشراء المباشر من الموزعين عبر منصات إلكترونية موثوقة، مما يقلل التكاليف الجانبية. من الجدير بالذكر أنَّ بعض الدول الأفريقية بدأت تنتج عوداً بجودة متوسطة بأسعار تنافسية، لكنه لا يزال بعيداً عن منافسة الأنواع الآسيوية التقليدية. يُنصح الباحثون عن الجودة العالية بالاعتماد على شهادات المنشأ المعتمدة لتجنب الغش التجاري، خاصة مع انتشار المنتجات المقلدة في الأسواق غير المنظمة.