أضرار البخور الخشبي على الصحة العامة

يُعتبر البخور الخشبي، وخاصةً النوع المصنوع من خشب العود (العود)، عنصرًا شائعًا في العديد من الثقافات لأغراض روحانية أو علاجية. لكن الدراسات الحديثة تُظهر أن استخدامه المنتظم قد يرتبط بمخاطر صحية جسيمة. عند احتراقه، ينبعث منه جسيمات دقيقة ومركبات كيميائية تضر بالجهاز التنفسي والقلب. أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن استنشاق الدخان الناتج عن البخور يزيد من تركيز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) في الهواء، والتي تخترق الرئتين وتسبب التهابات مزمنة. كما ربطت أبحاث أخرى بين التعرض الطويل لهذه الجسيمات وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة، خاصة لدى الأشخاص الذين يستخدمون البخور يوميًا في أماكن مغلقة.

التأثير السلبي على البيئة والموارد الطبيعية

لا تقتصر أضرار البخور الخشبي على البشر فحسب، بل تمتد إلى البيئة. يتطلب إنتاج خشب العود قطع أشجار معمرة، مما يؤدي إلى تدمير النظم الإيكولوجية. وفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الطلب المتزايد على العود تسبب في انقراض أنواع نادرة من الأشجار في جنوب شرق آسيا، مما أثر على التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، تُطلق عملية حرق البخور غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، والتي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. هذه الانبعاثات لا تختلف كثيرًا عن تلك الناتجة عن حرائق الغابات أو عوادم السيارات، مما يجعل استخدام البخور عاملًا خفيًا في التلوث البيئي.

مخاطر اقتصادية واجتماعية غير متوقعة

يشهد سوق العود نموًا سريعًا مدفوعًا بالمعتقدات التقليدية حول فوائده، لكن هذا النمو يأتي بتكلفة باهظة. تشير بيانات من البنك الدولي إلى أن الإفراط في استغلال أشجار العود أدى إلى انهيار اقتصادات محلية تعتمد على زراعة الأخشاب المستدامة. كما أصبحت تجارة العود غير المشروعة مصدرًا لتمويل جماعات مسلحة في بعض المناطق، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي. علاوةً على ذلك، يدفع المستهلكون أسعارًا مرتفعة مقابل منتجات قد تحتوي على مواد كيميائية مضافة لتعزيز الرائحة، دون وجود رقابة كافية على جودتها. هذه الممارسات لا تعرض الصحة للخطر فحسب، بل تُضعف ثقة الجمهور في المنتجات الطبيعية التقليدية.