أسعار سلاسل خشب العود: ما الذي يحدد قيمتها؟

تتراوح أسعار سلاسل خشب العود عادةً بين 50 دولارًا إلى آلاف الدولارات، مما يثير تساؤلات حول العوامل التي تجعل هذه القطع الصغيرة تحمل مثل هذا التنوع الهائل في القيمة. سواء كنتَ هاويًا أو جامعًا محترفًا، فإن فهم أسباب التفاوت السعري يساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة عند الشراء.

مصدر الخشب ونُدرته

ينقسم خشب العود إلى نوعين رئيسيين: "العود الطبيعي" المُستخرج من أشجار الأكويلاريا المُصابة بالفطريات، و"العود الصناعي" المُنتَج كيميائيًا. تُشير دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز عام 2020 إلى أن العود الطبيعي يمثل 85% من القيمة السوقية العالمية، حيث تصل أسعاره إلى 300 دولار للغرام الواحد في بعض الأنواع النادرة مثل "الكمبودجي الأسود". أما العوامل الجغرافية فتلعب دورًا حاسمًا؛ فخشب العود من فيتنام ولاوس يتميز برائحة عطرية أعمق مقارنةً بأنواع أخرى، وفقًا لتقرير صادر عن اتحاد تجار العود في دبي. هذه الخصائص الفريدة ترفع السعر بنسبة 40-60% مقارنةً بالأنواع المماثلة من دول جنوب شرق آسيا الأخرى.

جودة الحبيبات وكثافة الراتينج

تُقاس جودة السلاسل بنسبة "الراتينج" – المادة الصمغية الداكنة التي تفرزها الشجرة كرد فعل للإصابة. تُظهر الصور المجهرية في بحث نُشر بمجلة "كيمياء المنتجات الطبيعية" أن السلاسل التي تحتوي على أكثر من 80% راتينج تظهر أنماطًا بلورية فريدة، مما يفسر تفوقها في طول بقاء الرائحة (8-12 ساعة مقارنةً ب3 ساعات للأنواع الرخيصة). يستخدم التجار مقياسًا ثلاثي الأبعاد لتقييم الجودة: 1) عمق اللون: الدرجات الداكنة (البني الغامق إلى الأسود) تشير إلى تركيز أعلى 2) ملمس السطح: الحبيبات البارزة تدل على تَشَكُّل الراتينج عبر عقود 3) التوازن البصري: التوزيع المنتظم للخطوط الداكنة يعكس جودة المعالجة

حرفية الصنعة وتأثير العلامات التجارية

تُظهر مقارنة بين ورشة تقليدية في سلطنة عُمان ومصنع حديث في ماليزيا أن الأساليب اليدوية تستهلك 17 ساعة عمل لسلسلة واحدة، بينما تنتج الآلات 50 سلسلة يوميًا. هذا الفارق في الوقت يترجم مباشرة إلى سعر يبدأ من 200 دولار للقطع الحرفية مقابل 30 دولارًا للصناعية. العلامات التجارية الراسخة مثل "عطور الشرق" أو "دار العود" تضيف قيمة رمزية تصل إلى 120% من التكلفة الإنتاجية، وفقًا لتحليل سوقي أجرته غرفة تجارة جدة. تعتمد هذه القيمة المضافة على عوامل مثل تاريخ العلامة التجارية (بعضها يعود إلى القرن التاسع عشر) وشهادات التصديق الدولية التي تضمن خلوص المواد من الإضافات الكيميائية. تُمثّل سلاسل العود تقاطعًا بين الفن والعلم والاقتصاد، حيث تُختزل قصة شجرة نادرة وحرفية إنسانية في حبات صغيرة تتناغم مع تقاليد المنطقة العربية التي تُقدّر القيمة الحقيقية خلف المظهر البسيط.