الملمس الطبيعي وحبيبات الخشب

يتميز خشب العود الأصلي بوجود حبيبات خشبية غير منتظمة تشكل أنماطاً فريدة تشبه الخرائط الجبلية تحت العدسة المكبرة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العود في الإمارات (2022)، تظهر العينات الحقيقية مساماً عضوية متشابكة تتكيف مع عمر الشجرة وبيئة النمو، بينما تُظهر العينات المزيفة خطوطاً ميكانيكية ناتجة عن الضغط الصناعي. يمكن تمييز ذلك خلال ثانيتين بملاحظة عدم تناسق التوزيع وغياب "البصمة الطبيعية" التي ذكرها الخبير السعودي عمر الخليوي في كتابه "أسرار العود".

الرائحة العميقة والمتغيرة

رائحة العود الحقيقي تتحول من مرارة خفيفة إلى حلاوة عطرية مع الاحتكاك، بينما تبقى الروائح الصناعية ثابتة وكيماوية. أظهرت تجارب معملية في جامعة الملك عبدالعزيز أن تسخين العينة الحقيقية يُطلق أكثر من 30 مركباً عطرياً متدرجاً، وفقاً لتحليل كروماتوغرافيا الغاز (2023). الدكتور علي حسن، أستاذ الكيمياء العضوية، يؤكد أن محاكاة هذا التعقيد العطري مستحيل تقنياً حالياً، مما يجعل اختبار الشم السريع أداة فعالة للتمييز.

تفاعل الماء مع الكثافة

عند وضع قطعة صغيرة في الماء، يغوص العود الطبيعي جزئياً بسبب كثافته العالية المليئة بالراتنجات، بينما تطفو معظم المنتجات المقلدة بالكامل. توضح بيانات منظمة العود الدولية أن نسبة الراتنج في العالي الجودة تتجاوز 40%، مما يخلق توازناً مميزاً بين الطفو والغوص. هذه الظاهرة تم التحقق منها عملياً في ورشة عمل بسلطنة عُمان (2021) باستخدام 120 عينة معتمدة.

تأثير اللهب على التركيبة

عند تعريض طرف الخشب للهب لمدة ثانية، ينتج العود الأصلي دخاناً أبيض كثيفاً برائحة خشبية دافئة، بينما تظهر المواد المزيفة شرراً سريعاً مع دخان أسود ورائحة بلاستيكية. البروفيسور فهد القحطاني يشرح في محاضرة مرئية أن الراتنج الطبيعي يحترق ببطء كعازل حراري، خلافاً للمواد اللاصقة الصناعية التي تسرع الاحتراق. هذه الخاصية تم توثيقها أيضاً في تقرير فني لمتحف اللوفر أبوظبي الخاص بفنون العطور التقليدية.