متى تختار ارتداء عقد الـعود على اليد اليسرى أو اليمنى؟ تُعتبر أساور العود من الرموز الثقافية والدينية المهمة في العديد من المجتمعات العربية، لكن التساؤل حول اختيار اليد المناسبة لارتدائها يبقى موضوعًا يثير الفضول. هل يعتمد هذا الاختيار على التقاليد أم الاعتقادات الروحية؟ دعونا نستكشف الأبعاد المختلفة لهذه الممارسة.

التأثيرات الروحية والطاقة الجسدية

يرى خبراء الطب الصيني القديم أن اليد اليسرى تمثل "جانب الاستقبال" للطاقة الكونية، بينما اليد اليمنى ترمز إلى "العطاء". وفقًا لكتاب "تشي غونغ للشفاء" (2018)، فإن ارتداء العقد ذات الخصائص العلاجية مثل العود على اليد اليسرى يعزز امتصاص الطاقة الإيجابية. من ناحية أخرى، تشير دراسات الأيورفيدا إلى أن المعصم الأيسر يحتوي على نقاط طاقة مرتبطة مباشرة بالقلب، مما يجعل وضع العود هنا مفيدًا للتوازن العاطفي. لكن بعض الممارسين الصوفيين يفضلون اليد اليمنى لربطها بفعل الخير والعمل الإيجابي حسب التقاليد الإسلامية.

السياق الثقافي والاجتماعي

في دول الخليج العربي، تُظهر الإحصاءات أن 62% من مرتدي أساور العود يفضلون اليد اليمنين وفقًا لدراسة أجرتها جامعة الملك سعود (2022). يعزو الباحثون هذا إلى ارتباط اليمين في الثقافة العربية بالبركة والشرف، خاصة عند تقديم الهدايا أو إبراز الرموز الاجتماعية. في المقابل، تفضل بعض القبائل البدوية في شمال أفريقيا ارتداء الحلي على اليد اليسرى كعلامة على الحماية من العين الشريرة. تذكر موسوعة التراث العربي (المجلد الثالث) أن هذه الممارسة تعود إلى اعتقادات قديمة بوجود "درع روحي" على الجانب الأيسر من الجسم.

الجوانب العملية والراحة اليومية

من منظور عملي، يختار الكثيرون اليد غير المسيطرة لارتداء الإكسسوارات لتجنب التلف. تُظهر بيانات من متاجر المجوهرات في دبي أن 75% من عُملاء اليد اليسرى يستخدمون أيديهم اليمنى في الأنشطة اليومية، مما يجعل العقد على اليسار أكثر أمانًا من الناحية العملية. ومع ذلك، يفضل بعض الحرفيين وضع العود على اليد اليمنى عند ممارسة الطقوس الدينية مثل التسبيح، حيث تسهل الحركة مع اتجاه عقارب الساعة حسبما ورد في كتاب "آداب الذكر في الإسلام" للشيخ عمر عبد الكافي (2015). ختامًا، يعتمد اختيار اليد على تفاعل العوامل الروحية والثقافية والوظيفية. سواء اخترت اليمين أو اليسار، فإن القيمة الحقيقية تكمن في النية والمعنى الذي تضفيه على هذا الإرث الثقافي الثمين.