أصل المنشأ وتأثيره على جودة العود
chenxiang
14
2025-07-08 08:29:06

أصل المنشأ وتأثيره على جودة العود
تعتبر المناطق الجغرافية من العوامل الحاسمة في تحديد قيمة خشب العود. ففي حين تشتهر دول مثل كمبوديا وماليزيا بإنتاج أعواد عالية الجودة، توجد ثلاثة أنواع منخفضة القيمة تنتمي إلى مناطق محددة. النوع الأول يأتي من غابات جنوب شرق آسيا المطيرة ذات التربة الفقيرة، حيث تؤدي الرطوبة العالية إلى تقليل تركيز الزيوت العطرية. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022) إلى أن عود هذه المناطق يحتوي على أقل من 5% من التركيز الزيتي مقارنةً بالأنواع الفاخرة.
أما النوع الثاني فيُستخرج من أشجار عمرها أقل من 30 عاماً في جزر الفلبين، حيث لا تمنح الشجرة الوقت الكافي لتكوين النواة العطرية الكثيفة. يقول الخبير أحمد السويدي: "القطع التجاري المبكر يدمر القيمة الجوهرية للعود، ويحوله لمجرد خشب عادي برائحة خفيفة".
التصنيع الصناعي وتأثيره على السمعة
أدت الممارسات الحديثة إلى ظهور نوع ثالث منخفض الجودة عبر الحقن الكيميائي. تُعالج القطع الخشبية بمواد مثل "البارافين" لمحاكاة الرائحة الطبيعية، مما يقلل من قيمتها بنسبة 70% وفقاً لتقرير غرفة تجارة عمان (2023). تخلق هذه الطريقة رائحة حادة تزول خلال أسابيع، على عكس العود التقليدي الذي تتعمق عطوره مع الزمن.
يضيف الدكتور خالد الحمادي من جامعة الملك عبدالعزيز أن "التقليد الصناعي يُضعف الثقة في السوق، حيث يصعب على المستهلك العادي التمييز بين المنتج الطبيعي والمُعالج". تُظهر بيانات جمعية الحرفيين اليمنيين انخفاضاً بنسبة 40% في طلب الأنواع الصناعية خلال 2024 بسبب وعي المستهلكين المتزايد.
سُمك الخشب وعلاقته بالأداء العطري
تتميز الأنواع منخفضة القيمة بخصائص فيزيائية واضحة. تحتوي القطع الرقيقة (أقل من 1.5 سم) على مسام أوسع تُطلق العطور بسرعة لكنها تفقد تأثيرها خلال ساعات. تجارب معمل العطور الملكي الأردني أظهرت أن حرق 1 غرام من هذه الأنواع يُنتج 15 دقيقة فقط من البخور المكثف، مقارنةً بثلاث ساعات للأنواع النادرة.
اللون الباهت يميز هذه الأعواد، حيث يتراوح مقياسها على سلم الألوان العطرية بين البيج الفاتح والرمادي. يُشير تحليل الأشعة تحت الحمراء إلى وجود شوائب معدنية بنسبة 12% في العينات منخفضة الجودة، مما يؤثر على نقاء الرائحة وثباتها.