عوامل تؤثر على أسعار خشب العود: المصدر والجودة

تختلف أسعار خشب العود بشكل كبير اعتمادًا على مصدره وجودته. تُعتبر دول مثل فيتنام وكمبوديا وإندونيسيا من أكبر المنتجين عالميًا، حيث يتميز خشب العود الفيتنامي بكثافة الراتنج وعمق الرائحة، مما يجعله الأغلى ثمناً. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2023)، تصل أسعار الكيلوغرام الواحد من خشب العود الفيتنامي من الدرجة الأولى إلى 100,000 دولار، بينما لا يتجاوز سعر الأنواع الإندونيسية المتوسطة 20,000 دولار. الجودة تلعب دورًا محوريًا أيضًا؛ فكلما زاد عمر الشجرة وتركيز الراتنج، ارتفعت القيمة. يشير الخبير الاقتصادي علي المصري إلى أن عملية تشكل الراتنج قد تستغرق عقودًا، مما يزيد ندرة القطع عالية الجودة. لذلك، يتم تصنيف العود إلى درجات مثل "الطلح" و"الشنبل" بناءً على لون الراتنج وكثافته.

دور الرائحة والتركيب الكيميائي في تحديد السعر

الرائحة المميزة لخشب العود تُعد العامل الأكثر تأثيرًا في قيمته التجارية. تحتوي الأنواع الفاخرة على مركبات مثل "الآغاروود" و"السيسكويتربين"، والتي تنتج عطورًا معقدة تدوم لساعات. وفقًا لمجلة "كيمياء العطور العربية" (2022)، فإن التركيز العالي للآغاروود في خشب كمبوديا يجعله متفوقًا على غيره في سوق الشرق الأوسط. تحليل السوق يُظهر أن المستهلكين في دول الخليج يفضلون الروائح العميقة والمدخنة، بينما تنجذب الأسواق الأوروبية نحو الروائح الخفيفة. هذه التفضيلات تؤدي إلى تفاوتات سعرية تصل إلى 40% بين المناطق. كما أن وجود شوائب أو اختلافات في درجة الحموضة الكيميائية قد يخفض السعر بنسبة 15-30% وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية (2023).

التقلبات التاريخية وأثرها على أسعار العود

شهدت أسواق العود تقلبات حادة خلال العقد الماضي بسبب العوامل البيئية والسياسية. فرض حظر تصدير العود من فيتنام عام 2018 أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 70% في ستة أشهر فقط. من ناحية أخرى، أدت مبادرات إعادة التشجير في ماليزيا إلى استقرار نسبي في أسعار الأنواع المتوسطة بدءًا من 2021. يذكر البروفيسور خالد السفياني في كتابه "اقتصاديات الموارد النادرة" أن الأزمات الاقتصادية العالمية تزيد من شراء العود كملاذ آمن، حيث ارتفعت المبيعات خلال أزمة 2008 بنسبة 25%. هذه الديناميكيات تجعل التنبؤ بالأسعار تحديًا كبيرًا للمستثمرين، خاصة مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات السوق منذ 2020.