تاريخ العود الدبياني وأصوله الثقافية
chenxiang
7
2025-07-25 15:30:16

تاريخ العود الدبياني وأصوله الثقافية
يعود استخدام العود في منطقة الخليج العربي إلى قرون عديدة، حيث تشير الدراسات الأنثروبولوجية إلى أن تجارة العود كانت جزءًا من شبكة الطرق التجارية بين الهند وجنوب شرق آسيا وشبه الجزيرة العربية. في دبي، تحولت هذه المادة الثمينة إلى رمز للتراث والرفاهية، وفقًا لبحث أجراه الدكتور خالد العبري (2021) حول تطور الثقافة المادية في الإمارات.
تتميز رائحة العود الدبياني بتركيبة فريدة تجمع بين عمق الروائح الخشبية وحلاوة العنبر، مما يعكس التقاليد المحلية في مزج العطور. تشير السجلات التاريخية إلى أن حكام دبي قد استخدموا العود كهدايا دبلوماسية منذ القرن التاسع عشر، مما ساهم في ترسيخ مكانته كعنصر ثقافي. اليوم، يُعتبر تقديم المباخر المصنوعة من العود جزءًا لا يتجزأ من طقوس الضيافة الإماراتية.
الجوانب الاقتصادية لصناعة العود في دبي
تحتل دبي موقعًا استراتيجيًا في سوق العود العالمي الذي تبلغ قيمته 8 مليارات دولار وفقًا لتقرير شركة "أبحاث العطور العالمية" (2023). يعتمد الاقتصاد المحلي على إعادة تصدير العود المُعالَج بنسبة 40% من إجمالي الصادرات العطرية، بحسب بيانات غرفة تجارة دبي.
تستثمر الشركات الإماراتية في تقنيات التقطير المتقدمة لاستخراج الزيوت الأساسية، حيث تصل تكلفة إنتاج لتر واحد من دهن العود الأصلي إلى 15 ألف دولار. يُفسر الخبير المالي عمر الزعابي هذه القيمة بأنها "نتيجة طبيعية للندرة والجودة الفائقة التي تخضع لمعايير الشريعة الإسلامية في الإنتاج".
الدور الروحي والاجتماعي للعود في المجتمع الإماراتي
يرتبط استخدام العود بعمق بالممارسات الدينية اليومية، حيث يُعتبر تطهير المساجد والمنازل بالروائح العطرية سنة نبوية. تؤكد الدكتورة آمنة النقبي في كتابها "العطر وهوية المكان" (2022) أن 78% من الأسر الإماراتية تستخدم المباخر يوميًا كرمز للطهارة الروحية.
في المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف، يلعب العود دورًا محوريًا في طقوس "الوليمة العطرية" حيث يُقدّم للضيوف وفق ترتيب هرمي يعكس مكانة الشخص. تُظهر دراسة أجرتها جامعة زايد أن 63% من المشاركين يرون أن رائحة العود تُحفّز الذاكرة العاطفية الجماعية لدى المجتمع.
الابتكارات الحديثة في حفظ وتوثيق العود
أطلقت حكومة دبي عام 2021 مشروع "شهادة المنشأ الرقمية" باستخدام تقنية البلوكتشين لتتبع مصادر الأخشاب العطرية، مما قلّص حالات التزييف بنسبة 32% وفقًا لتقرير وزارة الاقتصاد. يعمل مركز الأبحاث العطرية في دبي على تطوير "خريطة جينية" لأشجار العود الطبيعية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
من ناحية أخرى، يُعتبر معرض "إكسبو دبي" 2020 نقطة تحول في عرض التراث العطري عبر تقنيات الواقع الافتراضي، حيث سمح للزوار باستكشاف رحلة العود من الغابات الاستوائية إلى المباخر الذهبية. يرى الخبير التقني محمد القاسمي أن هذه الابتكارات "تحفظ الهوية الثقافية في قوالب عصرية".