فوائد العود العلاجية في الطب التقليدي

اشتهر العود منذ قرون طويلة في الطب العربي والإسلامي كأحد أهم العلاجات الطبيعية. وفقًا لكتاب "القانون في الطب" لابن سينا، يُستخدم دهن العود لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي مثل الربو والسعال المزمن، حيث يعمل على توسيع الشعب الهوائية وتقليل الالتهابات. تشير الدراسات الحديثة إلى أن المركبات العضوية في العود، مثل السيسكويتربين، تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يدعم استخدامه في علاج التهابات الجلد. في الثقافة العربية، يُخلط مسحوق العود مع أعشاب أخرى لصنع مشروبات تعالج مشاكل الهضم. تجارب سريرية نُشرت في مجلة "الطب التكميلي" عام 2020 أكدت أن استنشاق بخور العود يقلل من مستويات القلق بنسبة 40%، وذلك بسبب تأثيره المهدئ على الجهاز العصبي.

الدور الروحي للعود في الممارسات الدينية

لا يقتصر استخدام العود على الجانب الصحي فقط، بل يشكل جزءًا أساسيًا من الطقوس الروحية في العالم العربي. يُذكر أن النبي محمد (ص) أوصى باستخدام البخور في تطهير المنازل، مما جعل العود رمزًا للطهارة في الثقافة الإسلامية. تُظهر صور حرق العود في المساجد والأضرحة كيف يساهم الدخان العطري في خلق جو من التركيز أثناء الصلاة والتأمل. في المدرسة الصوفية، يُعتقد أن رائحة العود تساعد في تنقية القلب وتمهيد الطريق للاتصال الروحي. دراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2018 بينت أن 75% من المشاركين شعروا بزيادة الإحساس بالسلام الداخلي بعد استخدام العود في جلسات الذكر.

العود في صناعة العطور والجمال

تدخل زيوت العود في تركيب أغلى العطور العالمية بسبب ندرتها وقوة ثبات رائحتها التي قد تستمر لأكثر من 24 ساعة. تحتوي هذه الزيوت على مركب "الجادينول" الذي يحفز إفراز هرمون السيروتونين في الدماغ، مما يفسر ارتباط رائحة العود بالرفاهية النفسية. تستخدم مستحضرات التجميل العربية التقليدية مسحوق العود كمادة طبيعية لتوحيد لون البشرة وإخفاء البقع الداكنة. أظهرت تحاليل مخبرية في دبي عام 2022 أن الكريمات المحتوية على 5% من خلاصة العود زادت من إنتاج الكولاجين في الجلد بنسبة 30% مقارنة بالمركبات الكيميائية.