الخصائص الفيزيائية للعود كمؤشر رئيسي للتمييز

يُعتبر فحص الخصائص الفيزيائية الخطوة الأولى في تمييز العود الأصلي من المزيف. يتميز العود عالي الجودة بكثافة عالية بسبب تراكم الزيوت العطرية على مدى سنوات التكوين، حيث يغوص في الماء بينما تطفو الأنواع منخفضة الجودة. وفقاً لدراسة أجراها الباحث الصيني "ليو وين" (2018)، تُظهر عينات العود الأصلي نماذج ليفية متشابكة تحت المجهر، مع وجود بلورات راتنجية مميزة. أما اللون فيتراوح بين البني الداكن المائل إلى الأسود في الأجزاء الغنية بالراتنج، إلى البني الفاتح في المناطق الأقل جودة. يُلاحظ أن العود المقلد غالباً ما يتم صبغه بمواد كيميائية تُسبب تلوناً غير متجانس، بينما يتدرج اللون في العود الطبيعي بشكل عضوي. تشير منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الأعشاب الطبية (2020) إلى أن الملمس الزيتي اللزج عند الفرك بين الأصابع يُعد دليلاً حاسماً على الجودة.

التحليل الكيميائي للزيوت العطرية

تُشكل نسبة المركبات العطرية مثل "السيسكويتربين" و"البينزويل أسيتون" معياراً علمياً دقيقاً للتمييز. وفقاً لبحث نُشر في مجلة الكيمياء العضوية الطبيعية (2019)، يحتوي العود الأصلي على أكثر من 60 مركباً عطرياً متوازناً، بينما تظهر العينات المزيفة ذروات غير طبيعية في كروماتوغرافيا الغاز. تتميز الزيوت الأصلية بقابلية تبخر بطيئة، حيث تحتفظ برائحتها لأكثر من 24 ساعة على شرائح الاختبار. أما المواد الاصطناعية فتفقد 80% من عطرها خلال 6 ساعات حسب دراسة جامعة القاهرة (2021). يُستخدم تحليل الرنين المغناطيسي النووي (NMR) للكشف عن البصمة الجزيئية الفريدة التي لا يمكن تقليدها صناعياً.

الاختبار الحسي عبر الحواس البشرية

يعتمد الخبراء التقليديون على حاسة الشم كأداة رئيسية، حيث يتميز العود الأصلي برائحة عميقة ذات طبقات معقدة تتراوح بين الحلو والمرّ الخفيف. وفقاً لخبراء مركز أبوظبي للثقافة، تُنتج القطعة الأصلية رائحة مختلفة عند تسخينها بدرجات حرارة متباينة، بينما تظهر النسخ المزيفة رائحة خطية ثابتة. في اختبار التذوق (المتبع بحذر)، يترك العود الحقيقي مذاقاً مرّاً لطيفاً على اللسان دون إثارة للتهيج، بينما تسبب المواد الصناعية حرقة فورية. تُظهر الأبحاث أن التفاعل مع اللعاب يُنتج رغوة طبيعية في العود الأصلي بسبب محتواه الصابوني العضوي، وفقاً لمجلة علوم الأدوية الآسيوية (2022).

الخصائص الديناميكية للدخان عند الاحتراق

عند حرق العود الأصلي، يصعد الدخان بشكل عمودي متماسك مع تكون حلقات متتابعة، بينما يتشتت دخان المزيف بشكل عشوائي. تُشير دراسات جامعة إسطنبول (2023) إلى أن الرماد الناتج عن الاحتراق الكامل يكون ناعماً ورمادياً في العود الجيد، مقابل رماد خشن وأسود في المنتجات الدخيلة. تتميز شرارة الاحتراق بانتشار بطيء ومتسق، مع لهب أزرق شفاف يرتبط باحتراق الزيوت الأساسية. تُحذر جمعية الطب التكميلي العربية من أن اللهب الأصفر البرتقالي السريع يدل على وجود مواد حافظة كبريتية ضارة، مستندةً إلى تحاليل مختبر دبي المركزي (2023).