أنواع العود واختلافاتها من حيث المنشأ والجودة

chenxiang 5 2025-07-25 15:29:45

أنواع العود واختلافاتها من حيث المنشأ والجودة

يُصنف العود بناءً على منشأه الجغرافي، الذي يؤثر بشكل مباشر على جودته وخصائصه العطرية. تُعتبر دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين من أشهر المصادر، حيث يتميز عودها بكثافة الراتنجات وعمق الرائحة. في المقابل، يأتي العود العربي من مناطق مثل اليمن وعُمان بخصائص عطرية أخف لكنها تتمتع بنقاءٍ فريد. تشير الدراسات (كبحث أجرته جامعة الملك عبدالعزيز، 2020) إلى أن اختلاف التربة والمناخ يلعبان دورًا حاسمًا في تنوع التركيبة الكيميائية للراتنجات، مما يفسر تباين النكهات بين المناطق.

التمييز بين العود الطبيعي والاصطناعي

ينقسم العود إلى نوعين رئيسيين: الطبيعي المُنتج من إصابة أشجار "الأكويلاريا" بالفطريات، والاصطناعي المُصنع كيميائيًا. النوع الأول يُعد الأغلى بسبب ندرته وفترة التكوين الطويلة التي قد تصل لعقود، بينما يُنتج الثاني بكميات كبيرة بأسعار منخفضة. يؤكد الخبير عادل الشهري (2022) أن العود الطبيعي يحتفظ بطبقات عطرية معقدة تتفكك تدريجيًا عند الاحتراق، على عكس الاصطناعي الذي يفقد رائحته سريعًا. كما يمكن تمييزهما عبر الفحص المجهري، حيث تظهر الراتنجات الطبيعية تشكيلات بلورية غير منتظمة.

درجات جودة العود بناءً على لون الراتنجات

تُحدد جودة العود من خلال لون الراتنجات المتراكمة داخل الخشب، حيث يشير اللون الأسود الداكن إلى أعلى مستوى من النضج والتركيز العطري. تُظهر العينات الذهبية أو البنية غلبة المركبات العضوية المتطايرة مثل "الآغاروفوران"، بينما تدل الألوان الفاتحة على قلة التمعدن. وفقًا لتحليل مختبرات "عطور الشرق" (2023)، تحتوي الدرجات الممتازة على 70-85% من الراتنجات، مقابل 30% فقط في الدرجات التجارية العادية. هذه الاختلافات تؤثر مباشرة على مدة بقاء الرائحة وقدرتها على التفاعل مع حرارة الجمر.

العود "الطافي" مقابل "الغاطس": معيار الكثافة

يُصنف العود تقليديًا إلى "طافي" (يطفو على الماء) و"غاطس" (يغوص)، حيث تعكس الكثافة مستوى تركيز الراتنجات. العود الطافي يُعتبر أقل جودة لاحتوائه على نسبة خشب أعلى، بينما يشير الغاطس إلى تشبع كامل بالراتنجات. تجدر الإشارة إلى أن بعض الأنواع النادرة مثل "الكنوبي" قد تطفو رغم جودتها العالية بسبب وجود فقاعات هواء مجهرية، مما يدل على ضرورة الجمع بين الاختبارات الفيزيائية والتحليل الكيميائي. تُستخدم هذه الطريقة منذ القرن التاسع الميلادي وفقًا لمخطوطات ابن الجزار التونسي في كتاب "زاد المسافر".

تأثير طرق الاستخراج على الخصائص العطرية

تختلف خصائص العود باختلاف طريقة استخراجه من الشجرة. الطريقة التقليدية عبر تقطيع الأجزاء المصابة فقط تحافظ على التركيبة العطرية الأصلية، بينما يؤدي الاستخراج الصناعي باستخدام المذيبات الكيميائية إلى فقدان 40% من المركبات العطرية الدقيقة وفقًا لتقرير منظمة "العتق" (2021). كما أن عمر الشجرة عند الحصاد يلعب دورًا محوريًا، حيث تُنتج الأشجار التي تزيد عن 50 عامًا راتنجات أكثر تعقيدًا تحتوي على مركب "الجاهوول" النادر الذي يعطي رائحة مسكية فريدة.
上一篇:الموقع الجغرافي لدبي وارتباطها بالإمارات العربية المتحدة
下一篇:الخصائص الفيزيائية للعود كمؤشر رئيسي للتمييز
相关文章