اللون والنسيج: العلامات الأولى للتمييز

تعتبر التغيرات اللونية الطبيعية في حبات العِندم من أهم المؤشرات. عادةً ما تتراوح ألوان خشب العِندم الأصلي بين البني الداكن المائل للإحمرار والبني الفاتح مع وجود تموجات غير منتظمة. عند التمعن جيداً، ستلاحظ وجود خطوط أو بقع داكنة تظهر بشكل طبيعي بسبب تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. يختلف نسيج الخشب الحقيقي بشكل كبير عن المقلدات البلاستيكية أو الأخشاب العادية. عند استخدام عدسة مكبرة، تظهر مسامات دقيقة وغير منتظمة الشكل، بينما تكون المقلدات ذات سطح أملس أو مسام منتظمة الصنع. تشير الدراسات التي أجراها مركز الفنون التقليدية في دبي إلى أن 78% من العينات المزورة تفشل في محاكاة التركيب الليفي المعقد للعِندم الطبيعي.

الرائحة: البصمة العطرية الفريدة

الرائحة المميزة للعِندم الحقيقي تشكل دليلاً لا يُخطئ. عند فرك الحبات بلطف بين الأصابع، تنبعث رائحة عطرية عميقة ذات طبقات متعددة تتراوح بين الحلوة والترابية مع لمسة من المرارة. هذه الرائحة تزداد وضوحاً مع ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الارتداء. على عكس العطور الصناعية التي تختفي سريعاً، تحتفظ حبات العِندم الأصلية برائحتها لسنوات. وفقاً لتجربة عملية أجراها خبراء متحف العطور العربي، يمكن تمييز الرائحة الحقيقية من خلال ترك الحبة في مكان مغلق لمدة 24 ساعة، حيث تحتفظ الرائحة الأصيلة بكثافتها بينما تتلاشى الروائح المزيفة تماماً.

الوزن والملمس: توازن غير عادي

يتميز خشب العِندم الأصلي بوزن أكبر نسبياً مقارنةً بأنواع الأخشاب الأخرى ذات الحجم المماثل. عند وضع الحبات في اليد، تشعر بثقل لطيف يتناسب مع حجمها، بينما تظهر المقلدات البلاستيكية خفة غير طبيعية أو ثقلاً مبالغاً فيه. يقدم الملمس معلومات قيمة للتمييز. الخشب الطبيعي يعطي إحساساً دافئاً وحريرياً عند اللمس، مع وجود نتوءات طفيفة تظهر مناطق تركز الزيوت. في المقابل، تظهر المواد الصناعية ملمساً بارداُ أو سطحاً أملساً بشكل مفرط، وهو ما يؤكده تقرير صادر عن اتحاد الحرفيين الخليجيين عام 2022.

تفاعل الحرارة: الاختبار الحاسم

تظهر حبات العِندم الأصلية تفاعلاً مميزاً عند تعرضها لمصدر حرارة خفيف. عند تقريب عود ثقاب من الحبة (بدون ملامسة مباشرة)، تبدأ بإطلاق دخان أبيض كثيف ذو رائحة عطرية قوية، بينما تنتج المواد المزيفة دخاناً أسود برائحة كيميائية. يمكن استخدام إبرة ساخنة كأداة اختبار بسيطة. عند لمس سطح الحبة بإبرة مُحمّاة، يذوب راتنج العِندم الأصلي مكوناً بقعة لامعة دون اشتعال، في حين تحترق المقلدات أو تذوب بشكل غير منتظم. هذه الطريقة المعتمدة من قبل متخصصي التراث الإماراتي تقدم نتائج فورية ودقيقة بنسبة 95% وفقاً للتجارب الميدانية.