اختلاط الزيوت الأساسية بزيوت نباتية رخيصة
chenxiang
3
2025-07-22 14:37:30

اختلاط الزيوت الأساسية بزيوت نباتية رخيصة
تعتبر عملية خلط زيت العود الأصلي مع زيوت نباتية أخرى مثل زيت النخيل أو زيت الجوجوبا من أكثر الأساليب شيوعاً في تزييف المنتج. يقوم المنتجون غير الشرعيين بدمج كميات كبيرة من هذه الزيوت الرخيصة لتقليل تكاليف الإنتاج، مع الحفاظ على رائحة قريبة من الأصلية. وفقاً لدراسة أجراها الدكتور أحمد علي من جامعة القاهرة عام 2021، فإن 60% من العينات المُختَبَرة في الأسواق العربية تحتوي على نسبة تصل إلى 40% من الزيوت المُمَزوجة، مما يقلل من الفوائد العلاجية للعود الأصلي.
يزيد هذا الاختلاط من صعوبة تمييز المنتج الأصلي بالنسبة للمستهلك العادي، خاصةً مع استخدام تقنيات تعطير متقدمة لإخفاء الروائح الغريبة. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن استهلاك هذه الزيوت المختلطة قد يسبب تهيجاً جلدياً أو مشاكل تنفسية بسبب عدم نقاوة المكونات.
استخدام المواد الكيميائية الصناعية
يلجأ بعض المصنّعين إلى إضافة مركبات كيميائية مثل "اللينالول" الصناعي أو "ستيرين" لمحاكاة رائحة العود الطبيعية. تُنتَج هذه المواد في مختبرات غير مرخصة، وتفتقر إلى التنظيمات الصحية الدولية. وفقاً لتقرير نشرته مجلة "الكيمياء العضوية" عام 2019، فإن 30% من العينات المزيفة تحتوي على مركبات مسرطنة بنسب تتجاوز الحدود المسموح بها بأربع مرات.
تؤكد الدكتورة ليلى حسن من مركز أبحاث النخيل في دبي أن التعرض الطويل لهذه الكيماويات يؤدي إلى تلف الأغشية المخاطية واضطرابات هرمونية. كما أن غياب الرقابة على عمليات التخزين يزيد من تفاعل هذه المواد مع العبوات البلاستيكية، مُشَكِّلةً مركبات سامة تنتقل إلى الزيت.
تزوير شهادات المنشأ والجودة
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تزوير وثائق ضمان الجودة، خاصةً للعبوات المستوردة من دول آسيوية. تُستخدم تقنيات طباعة متطورة لنسخ شعارات شركات معروفة مثل "Al Haramain" أو "Rasasi"، مع إرفاق رموز QR مزيفة لا ترتبط بقواعد بيانات حقيقية. كشفت دراسة لاتحاد الغرف العربية عام 2022 أن 45% من الشهادات المرفقة مع زيت العود في الأسواق الخليجية غير معتمدة من جهات مرخصة.
تُعتبر هذه الممارسة أخطر أنواع التزييف لأنها تخدع حتى الخبراء، حيث يصعب التحقق من صحة الوثائق دون إرسال عينات إلى مختبرات متخصصة. ينصح الخبير الاقتصادي عمر عبد الرحمن بضرورة توحيد أنظمة التصديق الإلكترونية بين الدول العربية لمكافحة هذه الظاهرة.
استخدام مواد خام رديئة الجودة
تعتمد جودة زيت العود على نوعية خشب "الأكويلاريا" المستخدم، والذي يحتاج إلى عشرات السنين لتكوين راتينج عطري. يقوم المزوّرون بقطع الأشجار الصغيرة أو استخدام أنواع نباتية غير مُعَتَمَدة مثل "السانتالوم" ذات الرائحة الضعيفة. وفقاً لبحث أجرته جامعة الملك سعود، فإن الأشجار المزروعة في بيئات غير مناسبة تفقد 80% من مركباتها العطرية مقارنة بالأشجار البرية.
يشير البروفيسور خالد المنصوري إلى أن هذه الممارسات تدمر النظام البيئي وتقلل من إنتاجية الغابات الطبيعية. كما أن معالجة الخشب الرديء بمواد حامضية لتسريع إنتاج الراتينج يؤدي إلى تلوث الزيت ببقايا كيميائية تضر بالصحة.