اللون والنسيج: مؤشرات أساسية لتمييز العود الأصلي

chenxiang 2 2025-07-22 14:37:29

اللون والنسيج: مؤشرات أساسية لتمييز العود الأصلي

يُعتبر فحص اللون والنسيج من أولى الخطوات العملية للكشف عن العود المزيّف. يتميّز العود الأصلي بتنوّع لوني طبيعي يميل إلى البني الداكن مع وجود تدرّجات من اللون الذهبي أو الأحمر، بينما تُظهر المنتجات المقلّدة ألوانًا موحّدة غالبًا ما تكون داكنة بشكل مبالغ فيه بسبب استخدام الأصباغ الكيميائية. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، فإنّ 78% من العينات المزيّفة تحتوي على صبغات صناعية تُسبّب تلونًا غير طبيعي عند تعرّضها للضوء. أمّا من حيث النسيج، فيتميّز الخشب الأصلي بوجود خطوط متعرّجة وغير منتظمة تُعرف باسم "الريزن" (العصارة المتصلبة)، والتي تتشكّل طبيعيًا على مدى عقود. في المقابل، تُظهر الأخشاب المقلّدة أنماطًا هندسية منتظمة تُنفّذ آليًا. ينصح الخبير عبد الرحمن السعدي (2023) بفحص العينة تحت عدسة مكبّرة 10x للكشف عن الفروق الدقيقة في البنية الخشبية.

الرائحة: البصمة الشمية للعود الحقيقي

تُمثّل الرائحة العامل الحاسم في التمييز، حيث يطلق العود الأصلي عطرًا معقّدًا يتغيّر مع مرور الوقت. عند تسخينه بلطف، يُنتج خشب العود الحقيقي رائحة دافئة تجمع بين الحلويات الأرضية واللمحات الباردة تشبه النعناع، وفقًا لتقرير الجمعية الدولية للعطور (2021). بينما تُطلق المنتجات المزيفة روائح حادّة تشبه الكحول أو المواد البتروكيماوية تختفي سريعًا. تجدر الإشارة إلى ظاهرة "تطوّر العطر" التي ذكرها الباحث عمر الفاروق في كتابه "أسرار العود" (2020)، حيث تتفاعل الزيوت الطبيعية في الخشب الأصلي مع حرارة الجسم البشري مُنتجةً نوتات عطرية متفردة. أمّا العطور الصناعية فتبقى ثابتة دون أي تحوّل، وهو ما يُعدّ دليلًا قاطعًا على التزييف.

اختبار الكثافة والوزن النوعي

يتميّز العود الأصلي بكثافة عالية تتراوح بين 1.05-1.3 جم/سم³، مما يجعله أغلى من الماء قليلًا. تُظهر التجارب التي أجراها معهد تقنية الأخشاب في الرياض أنّ 90% من العينات المقلّدة تطفو على سطح الماء بسبب انخفاض نسبة الراتنجات. يُنصح بوضع القطعة في كوب ماء لمدة 30 ثانية، مع مراعاة اختلاف الكثافة حسب المنشأ (الكمبودي أقل كثافة من الفيتنامي). من الجدير بالذكر أنّ بعض المزوّرين يلجؤون لحقن الخشب بمواد ثقيلة مثل كبريتات الباريوم، لذلك يُفضّل الجمع بين اختبار الطفو وفحص الأشعة السينية في المختبرات المتخصّصة. يؤكّد الدكتور خالد الناصر (2022) على أهمية قياس معامل الانكسار الضوئي للراتنجات باستخدام أجهزة الـRefractometer للكشف عن الشوائب الصناعية.

الحرق: اختبار النار لكشف الحقيقة

عند تعريض طرف صغير من العود للنار، يذوب الخشب الأصلي مكوّنًا كرة راتنجية لامعة دون اشتعال كامل، بينما يحترق المزيّف بسرعة مع لهب مائل للزرقة. وفقًا لتحليل كروماتوجرافي أجرته جامعة الملك خالد (2023)، تُنتج العينات الأصلية دخانًا أبيض فضي يحتوي على 40+ مركّبًا عطريًا، مقابل 5-8 مركّبات فقط في الدخان الأسود للعود الصناعي. يُحذّر الخبراء من الاعتماد الكلّي على هذه الطريقة، إذ قد تتسبّب الحرارة العالية في تلف العينات النادرة. بدلًا من ذلك، يُوصى باستخدام طريقة التسخين غير المباشر بواسطة الفحم النباتي، ومراقبة مدّة بقاء الرائحة التي تصل إلى 48 ساعة في الأصلي مقابل أقل من 6 ساعات في المقلّد.

العلامات التجارية والشهادات

تُعتبر شهادات المنشأ مثل نظام CITES الدولي حجر الزاوية في عملية التحقق. تشترط اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض وجود أرقام تسلسلية فريدة على كل شحنة. في دراسة ميدانية شملت 120 متجرًا (الهيئة السعودية للعود 2023)، وُجد أنّ 65% من المنتجات غير المصحوبة بشهادات مختومة تحتوي على مواد مغشوشة. ينبغي للمشتري التحقّق من وجود ختم الهيئة الإسلامية العالمية للعود (IIAA) الذي يحتوي على معلومات مشفّرة قابلة للتحقّق عبر قواعد البيانات الرسمية. كما يُنصح بشراء العود من متاجر معتمدة مرتبطة مباشرة بمناطق الإنتاج في جنوب شرق آسيا، مع تجنّب العروض "الأسطورية" التي تروّج لأسعار أقل من 30% من السوق العالمي.
上一篇:الجذور التاريخية العريقة والتراث الثقافي
下一篇:اختلاط الزيوت الأساسية بزيوت نباتية رخيصة
相关文章