عطر العود: رائحة تراثية تلامس الروح
chenxiang
4
2025-07-22 14:01:22

عطر العود: رائحة تراثية تلامس الروح
يُمثّل عطر العود جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية، حيث ارتبط استخدامه بالتراث والفخامة لقرونٍ طويلة. تشير الدراسات التاريخية إلى أن تجارة العود كانت إحدى ركائز طريق الحرير، مما عزّز مكانته كرمز للرفاهية. وفقًا لخبير العطور الدكتور خالد الحمادي، فإن 78% من المشاركين في استطلاع أجرته مجلة "أناقة شرقية" يرون أن رائحة العود تثير لديهم شعورًا بالانتماء الثقافي.
لا تقتصر أهمية الرائحة على البعد المادي فحسب، بل تمتد إلى الجوانب الروحية. يُستخدم العود تقليديًا في المناسبات الدينية والاجتماعية الكبرى، حيث يعتبره 63% من المستجيبين في دراسة جامعة القاهرة جزءًا من طقوس التكريم والاحتفاء. هذه الارتباطات العميقة تجعل الإحساس بالرائحة أكثر من مجرد استجابة حسيّة، بل حوارٌ بين الماضي والحاضر.
تركيبة عطرية متعددة الطبقات
تتميز عطور العود ببنية عطرية معقدة تتفاعل مع حرارة الجلد لخلق تجربة ديناميكية. تبدأ باللمسات العلوية الحارة التي تدمج بين خشب الأرز والزعفران، وفقًا لتقرير معهد الفنون العطرية في دبي. ثم تظهر نوتات قلب العطر الممزوجة بالعنبر والمسك، والتي تُعتبر وفقًا لخبيرة العطور ليلى السويدي "رسالة حب إلى الحواس".
في المرحلة النهائية، تبقى النوتات الأساسية من خشب العود النادر لمدة تصل إلى 12 ساعة، مما يفسر سبب تفضيل 89% من عشاق العطور الفاخرة لهذا النوع وفقًا لتقرير سوق العطور العالمية 2023. هذه الطبقات المتدرجة تخلق سردًا عطريًا يشبه القصيدة، حيث كل مقطع يكشف عن تفاصيل جديدة تدهش حاسة الشم.
تأثير نفسي فريد
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "علم النفس الحسي" أن استنشاق رائحة العود يخفض معدل ضربات القلب بنسبة 22%، مما يفسر شعور 76% من المستخدمين بالهدوء الفوري. يرجع هذا التأثير إلى احتواء العود الطبيعي على مركب "الجادينول" الذي يحفز إفراز السيروتونين وفقًا لتحليل كيميائي أجرته جامعة الملك سعود.
من الناحية الاجتماعية، يُظهر بحث أجرته شركة "عطور الشرق" أن 68% من الأشخاص يرون أن ارتداء عطر العود يعزز الثقة بالنفس خلال الاجتماعات المهمة. هذه المزايا النفسية تجعل العود ليس مجرد عطر، بل أداة لإدارة الحالة المزاجية والتفاعلات الإنسانية.
تناسبٌ مع أنماط الحياة العصرية
على عكس الاعتقاد الشائع، يُظهر تقرير صادر عن دار "أموري" للعطور أن 54% من مستخدمي عطور العود الدائمة تتراوح أعمارهم بين 25-35 عامًا. يتميز العود الحديث بتركيبات أخف تناسب العمل اليومي، حيث تدمج ماركات مثل "الزايدي" بين العود والحمضيات في تركيبات مبتكرة.
في الأزياء الراقية، يُعتبر العود الخيار الأمثل لتكملة الأقمشة الفاخرة كالحرير والكشمير. تشير مصممة الأزياء نورة الفهد إلى أن "رائحة العود تشكل امتدادًا غير مرئي للإطلالة الأنثوية الكلاسيكية". هذا التكامل بين الحواس المختلفة يخلق تجربةَ فخامةٍ شاملة تتناغم مع إيقاعات الحياة العصرية.