أصول العود والعنبر في تراث دبي العطر

chenxiang 4 2025-07-22 14:01:21

أصول العود والعنبر في تراث دبي العطر

تعود جذور استخدام العود والعنبر في دبي إلى قرون مضت، حيث كانت المنطقة مركزًا تجاريًا رئيسيًا لطرق البخور القادمة من الهند وجنوب شرق آسيا. تشير المخطوطات التاريخية إلى أن تجار دبي استخدموا خشب العود كعملة تبادل في بعض الصفقات التجارية، نظرًا لقيمته العالية التي تفوق الذهب أحيانًا. أما العنبر، فكان يُستخرج من سواحل الإمارات ويُخلط مع العود لصنع عطور فريدة ترمز إلى الفخامة. تطورت صناعة العطور في دبي مع دخول التقنيات الحديثة، لكنها حافظت على الأساليب التقليدية في معالجة العود. فاليوم، تُعد مختبرات التقطير بالبخار في منطقة ديرة شاهدًا على الدمج بين التكنولوجيا والحرفية اليدوية، حيث تُستخرج الزيوت الأساسية من خشب العود بدرجات حرارة مضبوطة بدقة للحفاظ على رائحته الأرضية العميقة.

الرمزية الثقافية والاجتماعية للعطور

تمثل عطور العود والعنبر في الثقافة الإماراتية أكثر من مجرد روائح، فهي تعكس كرم الضيافة وتُستخدم في المناسبات الدينية كالزواج والأعياد. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة زايد عام 2022، فإن 78% من السكان يربطون رائحة العود بالهوية الوطنية، مما يفسر انتشار "المجامر" التقليدية في المنازل والمجالس الحكومية. كما تلعب هذه العطور دورًا في التمييز بين الطبقات الاجتماعية تاريخيًا، حيث كانت التركيبات المعقدة حكرًا على النخبة. يشير الدكتور خالد البلوشي، مختص في الأنثروبولوجيا الثقافية، إلى أن تقاليد تقديم العطور الفاخرة كهدايا دبلوماسية تعزز مكانة دبي كجسر بين الشرق والغرب.

الابتكارات الحديثة في صناعة العطور

أدخلت دور العطور الرائدة في دبي مثل "أساس" و"إكزير" مفاهيم جديدة عبر مزج العود بالروائح الغربية مثل الفانيلا والجريب فروت، مما خلق منتجات تجذب الجيل الشاب دون المساس بالأصالة. تُظهر بيانات غرفة تجارة دبي أن صادرات العطور الهجينة نمت بنسبة 40% بين 2020-2023، مدعومة بحملات تسويقية تركّز على القصة الحضارية خلف كل عطر. كما طوّر العلماء في "مركز دبي للتقنية الحيوية" طريقة لاستخراج العنبر صناعيًا باستخدام الكائنات البحرية المعدلة وراثيًا، مما يحافظ على الثروة السمكية. هذا الابتكار حصل على براءة اختراع دولية عام 2022، مؤكدًا أن الابتكار ليس مجرد خيار، بل ضرورة لاستمرارية التراث.

التأثير الاقتصادي والبيئي

تشكل صناعة العود 12% من إيرادات السياحة الفاخرة في دبي، حسب تقرير "دبي للاستثمار" 2023، حيث يقضي السيّاح 3 أضعاف ما ينفقونه على العطور مقارنة بمدن أخرى. لكن هذا النجاح يقابله تحديات بيئية، إذ أن شجرة العود الطبيعية تحتاج إلى 30 عامًا لتصبح قابلة للاستخدام، مما دفع الحكومة إلى إطلاق مبادرة "أشجار الأجيال" لإعادة التشجير في جنوب الإمارات. من ناحية أخرى، أدت الزيادة العالمية في الطلب على العنبر إلى تطوير معايير صارمة لمنع الصيد الجائر. فبرنامج "العنبر الأخلاقي" الذي أطلقته دبي عام 2021 يضمن أن كل منتج يحتوي على العنبر يحمل شهادة تتبع إلكترونية تُثبت مصدره القانوني، وهو ما حظي بتأييد منظمات الحفاظ على البيئة العالمية.
上一篇:مخاطر المواد الكيميائية في أساور العود الصناعي
下一篇:عطر العود: رائحة تراثية تلامس الروح
相关文章