أنواع العود المئة: رحلة بصريّة عبر عوالم الرائحة والجمال
chenxiang
4
2025-07-08 08:28:19

أنواع العود المئة: رحلة بصريّة عبر عوالم الرائحة والجمال
تعتبر مجموعة الصور المئة لأنواع العود تحفةً فنيّةً تجمع بين التاريخ والعلم والثقافة. هذه المجموعة لا تُظهر فقط تنوّع أشكال الأخشاب العطريّة، بل تكشف قصصاً عن جغرافية الأماكن النادرة وتقنيات الاستخراج الدقيقة. لكل صورة حكاية: لونٌ يتراوح بين البني الداكن الذهبي والبنفسجي الغامق، ونسيجٌ يحمل خطوطاً تشبه خريطة للزمن، ورائحةٌ افتراضيّة تثير فضول المشاهد لاستكشاف عالم العود الذي ظلّ لقرون رمزاً للرفاهية والروحانيّة.
التنوّع الجغرافي: من غابات آسيا إلى أسواق الخليج
تظهر الصور كيف تشكّل البيئة الطبيعية هوية كل نوع. عود "كينام" من غابات كمبوديا يتميّز بلونه الأحمر الداكن، بينما يُظهر عود "ماليندي" الفلبيني خطوطاً ذهبية متشابكة نتيجة التفاعل بين الشجر والفطريات على مدى قرون. دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز 2022 أشارت إلى أن نسبة التركيز الكيميائي للـ"سيسكويتربين" تختلف بنسبة 40% بين الأنواع الآسيوية والخليجية، مما يفسّر تباين الروائح.
السياق التاريخي يظهر جلياً في صور العود اليمني، حيث تُوثّق الصور قطعاً تعود للقرن العاشر الميلادي، محفوظة بتقنيات التخزين التقليدية التي ذكرها ابن سينا في كتابه "القانون". هذا التنوّع ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل نتاج حوارٍ بين الإنسان والطبيعة: طرق القَطْف اليدوي في فيتنام، وتقنيات التقطير بالبخار في عُمان التي طوّرها الحرفيون المحليون بناءً على مخطوطات تجارية عثمانية.
علم الجمال البصري: عندما تتحدّث الخطوط والالوان
تحليل الصور يكشف أن الجمالية البصرية للعود مرتبطة بعمقٍ علمي مدهش. النمط "العنكبوتي" في خشب "آغار" الهندي يتشكّل بسبب انتشار الزيوت العطريّة بشكلٍ شعاعي، بينما تعكس البقع الذهبية في عود "تاركان" الإندونيسي وجود مركّب "الباربيسين" بنسبة عالية، حسب ما أوضحته أبحاث معهد سنغافورة للعطور 2021.
الفنّ الإسلامي استلهم من هذه الأنماط الطبيعية، حيث تُظهر مقارنة بين صور العود وزخارف مسجد الشيخ زايد تشابهاً لافتاً في الأشكال الهندسية. الفنان الإماراتي علياء المزروعي تقول في مقابلة 2023: "التشكيلات العضوية للعود تعلمنا درساً في التوازن: الخطوط المتعرجة ترمز لرحلات القوافل، والدوائر المتكررة تعكس إيقاعات الطقس السنوية".
هذا البعد الجمالي ليس حكراً على الخبراء، فدراسة استطلاعية أجرتها منصّة "ثقافة" الإلكترونية أظهرت أن 68% من المبتدئين في جمع العود يختارون القطع بناءً على الجاذبية البصرية قبل حتى استنشاق الرائحة، مما يؤكد الدور المحوري للصور في بناء التقاليد الاستهلاكية المعاصرة.