المناطق الجغرافية الرئيسية لانتشار العود في الشرق الأوسط
chenxiang
9
2025-07-21 08:32:32

المناطق الجغرافية الرئيسية لانتشار العود في الشرق الأوسط
تتركز مناطق إنتاج العود عالي الجودة في الشرق الأوسط ضمن بيئات استوائية وشبه استوائية، حيث تُعد سلطنة عُمان (خاصةً محافظة ظفار) الموطن التاريخي لأشجار العود. تشير دراسات جامعة نزوى إلى أن تربة الحجر الجيري والمناخ الموسمي في ظفار يوفران ظروفًا مثالية لاستخراج الراتنج العطري. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر مناطق مثل حضرموت في اليمن وجنوب السعودية بإنتاج أنواع مميزة من العود، رغم أن كمياتها أقل بسبب عوامل التصحر.
تظهر تحاليل مختبرات العطور في دبي أن 70% من العود المُستخدم في الأسواق الفاخرة مصدره عُمان، بينما تأتي النسبة المتبقية من مزارع صغيرة في الإمارات والمناطق الحدودية بين السعودية واليمن. يعزو الخبراء هذا التوزيع إلى ارتباط أشجار "الأكويلاريا" (النوع المنتج للعود) بالمناطق الجبلية الرطبة، مما يفسر ندرتها في الصحاري العربية الشاسعة.
الأهمية التاريخية والثقافية للعود في الحضارات الشرق أوسطية
ارتبط العود بتراث المنطقة منذ العصور القديمة، حيث ذكرت المخطوطات الآشورية استخدامه في الطقوس الدينية عام 800 ق.م. تشير برديات مكتبة الإسكندرية إلى أن تجارًا من مملكة سبأ اليمنية كانوا ينقلون العود إلى مصر الفرعونية مقابل الذهب. في العصر الإسلامي، أصبح العود رمزًا للكرم، حيث كان يُحرق في مجالس الأمراء كما وصفه ابن بطوطة في رحلاته.
تحتفظ المتاحف القطرية بقطع أثرية تعود للقرن الثالث الميلادي تُظهر أدوات خاصة لاستخراج دهن العود. يشير الدكتور خالد المطوع في كتابه "تاريخ العطور العربية" إلى أن طرق التقطير الحالية تطوّرت عن تقنيات بدوية قديمة كانت تُنقل شفهيًا عبر الأجيال.
عوامل الجودة التي تميز العود الشرقي
تعتمد جودة العود على ثلاثة عوامل رئيسية: عمر الشجرة (التي تحتاج لـ 20 سنة على الأقل لإنتاج الراتنج)، وطريقة الإصابة الفطرية الطبيعية التي تحفز إفراز العود، ودرجة التقطير. تُظهر تحاليل معهد الكويت للأبحاث العلمية أن عود ظفار يحتوي على 43 مركبًا عطريًا مقابل 28 في الأنواع الأخرى.
تتميز المنطقة بأنظمة حصاد مستدامة، حيث يمنع القانون العُماني قطع الأشجار الصغيرة. وفقًا لتقرير منظمة الفاو 2022، تطبق المزارع الحديثة تقنيات التلقيح الصناعي الفطري التي تسرع عملية إنتاج الراتنج دون الإضرار بالشجرة.
دور العود في الاقتصاد المحلي والأسواق العالمية
يشكل العود 18% من صادرات عُمان غير النفطية حسب بيانات البنك المركزي 2023. أسهمت علامات مثل "عُمان للعود" في رفع القيمة التسويقية بنسبة 300% خلال العقد الماضي. في المقابل، تعتمد السعودية على سوق محلي ضخم، حيث يقدر استهلاك القطاع الخاص السنوي بـ 1.2 طن من العود الخام.
تتجه الأسواق العالمية حاليًا نحو منتجات العود الممزوجة بالعنبر والورود، وهو اتجاه بدأت مصانع أبوظبي في تبنيه عبر تعاونات مع خبراء عطور فرنسيين. مع ذلك، يحذر خبراء البيئة من أن الطلب المتزايد قد يؤدي لاستنزاف الموارد الطبيعية إذا لم تُطور طرق الزراعة المستدامة بشكل أسرع.